الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

منازلنا والفئة المتحمسة

لعل من أكبر مشاكلنا مع المراهقين هي تلك الرسائل التي نوجهها لهم بطريقة غير مباشرة بأنهم ما زالوا أطفالاً، ويحتاجون إلى الرعاية والاهتمام، في الوقت الذي يرى المراهق نفسه كبيراً وقادراً على تحمل المسؤولية ويمكن الاعتماد عليه، وهنا تقع الهوة أو كما يقال يحدث الانفصام والاختلاف الكبير.

الآباء والأمهات، الذين يملكون مهارة التعامل مع المراهق ويدركون الجانب النفسي لديه سيتجاوزون مثل هذه العقبات أو المطبات بسهولة، ويصلون إلى بر الأمان بحب واتفاق مع ابنهم المراهق.

من تلك المهارات التي يحث عليها التربويون وعلماء النفس منح المراهق المسؤولية، أو إشعاره بأنه مسئول، وذلك من خلال تكليفه بمهام وأعمال تغذيه بهذا الشعور دون أن تؤذيه أو يكون فيها خطورة على سلامته، على سبيل المثال تطلب الأم من ابنها المراهق المساعدة في إصلاح أو ترتيب أو تنظيم، ثم تأخذ رأيه وتسمع لما يقوله، مثل هذه المعاملة تعطي المراهق دفعة وزخماً من الثقة، الجانب الأهم هو توجيه رسائل متتالية سواء بالكلمات أو بالأفعال بأنه محل احترام أمام الناس أو داخل المنزل، احترام الأب والأم لابنهم المراهق له أثر كبير على نفسيته بل يزيد من الحب والارتباط، بل إنه يجعل المراهق كالعجينة سهلة التشكيل، فهو يعلم أنه يحظى بمساحة كبيرة من الاحترام والتقدير، وسيجتهد في المحافظة عليها.


النقطة الأخرى المهمة هي الوضوح في التعامل مع المراهق، وهذا يعني عدم تقديم وعود دون الوفاء بها، أو أن تشعره بشيء ما ثم تتغير مشاعرك، الوضوح يعني تحمّل الأم والأب المسؤولية لأي قانون يضعانه أو أي وعد يقطعانه، وهذا يعني المحافظة على صورتهما أمامه قوية ومتزنة ولا خلل فيها، الوضوح يعني الجلوس معه والشرح له والتعاطي معه وكأنه رجل كبير.


هناك جملة من المهارات للتعامل مع الابنة أو الابن المراهق، وكم أتمنى أن أجد مراكز عديدة تقدم برامج توعوية وتثقيفية ومعرفية للآباء والأمهات في مهارات وفنون التعامل مع الفتيات والأبناء المراهقين، لأن منازلنا تحتوى على هذه الفئة العزيزة المندفعة والمتوثبة للمستقبل بحماس وحيوية.