الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حصاد التسامح.. تأسيس نموذج المستقبل

انصرافنا عن التسامح كان من مظاهره وأسبابه الضرب على عصب التعايش، وخيارات الاستقطاب الطائفي وقوالب الكراهية، لتصبح الأمة العربية غارقة في وحل الإرهاب، منهزمة في أمنها الوطني، ولم يقدم لها أحد الحلول الدولية وما كانت تطمح إليه.
الإمارات العربية المتحدة قدمت المبادرة التاريخية (عام التسامح)، الذي انعكس قطعاً على مزاج الرأي العام العربي والإسلامي، بتصفية الأجواء، وإعادة بناء ثقافة جديدة للتعايش، وقبول الآخر. إن التسامح قيمة متأصلة بل فضيلة يمتاز بها الإنسان الإماراتي عبر مراحل التاريخ، والحكم الرشيد القائم جوهره على صناعة الإنسان، وصياغته أخلاقياً، ولا يمكن استتباب الأمن أو ترسيخ الحرية أو الشعور بالكرامة دون الانفتاح على الأبعاد الأخلاقية والسلوكية لقيم التسامح والتنوع الثقافي. هي ليست استراتيجية حكومية فحسب، بل ثقافة إنسانية ومسؤولية قومية ووطنية يحتمها ذلك الإرث العظيم الذي يقع على كاهل الفرد الإماراتي، ورعاية الإمارات لوثيقة الأخوة الإنسانية التي استضافها «لقاء الأخوة الإنسانية»، و القمة العالمية للتسامح، مبادرة (تعهد زايد للتسامح)، المؤتمر الدولي الأول (مفهوم التسامح في النظم والتشريعات القضائية)، وبرنامج الخبير الدولي للتسامح، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، بغية تدشين مرحلة السلم العالمي والحوار بين الحضارات، لتأكيد المعايير المهمة للأمة «الوسطية والاعتدال والتسامح» لتحرير المفاهيم، وتصحيح التصورات.
إحياء القيم المهجورة للتسامح، والدور الإنساني العظيم الذي تسهم به الدولة في تخفيف معاناة الشعوب المعوزة والفقيرة والمتضررة من الصراعات والكوارث حول العالم، من دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون، لهي شواهد شامخة من أجل الخلاص من الفتن والحروب الحاصلة. كيف لنا ألا نقر بأن عام الخير، وعام زايد، وعام التسامح، ساعدت على إيقاظ الوعي الجمعي، ومحاولة خلق بيئات صالحة ونظيفة تتسم بمقاييس إنسانية عالية الجودة، فهي أحداث تاريخية ناصعة، تستحق أن تُسطر بماء الذهب والتوقف لها، لكي نبني عليها الكثير من الممارسات الحضارية والإنسانية التي تستحق التقدير والإشادة.