الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

نساعدهم بالوعي والفهم

جميعنا ندرك أن التعامل مع الأطفال وتربيتهم يحتاج إلى مهارة ومعرفة، لكن يغفل البعض عن تلك الصعوبات الجسيمة التي تعانيها الأسر التي بين أفرادها طفل من ذوي الهمم، حيث تكون المشاكل التي تعترضهم مضاعفة، لذا تجد الأم والأب وجميع أفراد الأسرة في معاناة وبحاجة للمساعدة والإرشاد. نمو الطفل من ذوي الهمم من أهم المشاكل التي ستعترضهم والتي تحتاج للمراقبة والمتابعة، ولا ننسى التعلم وصعوباته، فقلة الخبرة لدى الأم والأب وعدم الإلمام بالطريقة المثلى في التعامل مع طفلهما تجعل التواصل وطريقة إيصال المعلومات صعبة ومتعثرة وتحدث فجوة، فضلاً عن الألم النفسي الذي قد يعانيه الطفل، إضافة إلى إلحاق الطفل بمدرسة ومحاولة دمجه، جميعها مهام قد يراها البعض سطحية وستحصل عاجلاً أم آجلاً والحقيقة أنها على درجة من الصعوبة، ولا ننسى المشكلات السلوكية التي هي نتاج للمعاناة بسبب خلل بعض الوظائف الجسدية، وهذه قد تحد من قدرة الطفل على التعامل مع الآخرين. إن موضوع الدمج أو جعل الطفل من ذوي الهمم اجتماعياً لا يمكن أن يتحقق بشكل عفوي ويجب عدم الركون إلى أن ذلك سيتم بشكل آلي، بل من الأهمية بمكان تدخل الأم والأب والعمل على حلحلة الكثير من العقبات التي ستواجه طفلهما، مثل سخرية أقرانه من المشكلات المتوقعة، وهذا يتطلب تجهيزاً نفسياً للطفل، ويعني أيضاً قدرتهما على التعامل بمهارة ومعرفة مع هذا الطفل.

الطفل من ذوي الهمم حساس جداً، وأبسط الكلمات تجرحه، وهذا الطفل سينمو ويكبر، ومن غير الصحي أن ينمو محملاً بالجراح والكدمات النفسية، وفي الوقت نفسه يجب عدم المبالغة في حمايته والإفراط في الدفاع عنه ومحاولة إسكات أي صوت حتى لا يسمعه، هذا مستحيل ويزيد من ألمه. تلاحظون أن الأم والأب اللذين رزقهما الله بطفل من ذوي الهمم يحتاجان للمساعدة والإرشاد والتوجيه والنصح من المختصين بشكل دائم ومستمر. علينا ألا نزيد الصعوبة على الأهل وأن نملك وعياً وفهماً وعلماً ونقدم لهم المساعدة لمواجهة هذا التحدي اليومي مع طفلهم.