الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الاسم لامع.. والبطن جائع

اعترف وارن بافيت أشهر رجل أعمال ومصنف من أغنى أغنياء العالم، أنه لم يستثمر في شركات التكنولوجيا في عز صعودها، لأنه لم تكن لدية (المعرفة الكافية) حول هذا القطاع، وبعد فترة انفجرت فقاعة الشركات التكنولوجية وخسر الناس أموالهم (فيما لا يفقهون).

اثناء ذلك عُين وارن بافيت أفضل المحللين في هذا المجال وانتظر سقوط هذه الشركات، ليشتري أفضلها بسعر بخس ويعيد بنائها مع أفضل الناس في هذا المجال، ومثال ذلك شركة آبل وأمازون فحقق المليارات، ويقول في ذلك أنه لا يأخذ معلوماته من تحليلات الصحف والبرامج الاقتصادية في التلفزيون وجلسات العشاء مع الشركات الاستشارية فهؤلاء جميعهم (سماسرة).

ظهرت لنا في الفترة الأخيرة شركات ما يسمى (اليونيكورن UNICORN )، وهي شركات ناشئة يقال أن لها مستقبل كبير وتقدر قيمتها في بداياتها بمليار دولار من أجل أن تدخل في هذا التصنيف، وتم تسمية هذا النوع من الشركات باسم حيوان أسطوري كناية عن ندرة هذه الشركات وقيمتها العالية كشركات ناجحة. وكانت بدايات شركات مثل اوبر وامازون وتيسلا بهذه الطريقة فجرى المستثمرين خلفها لأن (من سبق لبق)، فنجح البعض وفشل الكثيرون، وحينما تسأل الناجحين يخبروك انهم حللوا السوق، ووجدوا أن بعض هذه الشركات تقدم خدمات لا يقدمها غيرهم، لذلك استثمروا فيها، وبعد اكتساحها للسوق باعوها بربح عالي، فيدخل (المستثمر الغشيم) لشراء أسهمهم وتكون الكثير من الشركات (قد نسخت) نفس الفكرة ودخلت بها السوق (فيخسر الغشيم ويربح صاحب الخبرة).


ومثال جديد على نوعية تلك الشركات شركة «وي ورك» ومؤسسها آدم نيومان الذي ابتكر منصة الكترونية مثل ( اوبر او شركة بوكينغ السياحية)، ولكن هذه المرة ليس للسيارات أو الفنادق ولكن للمكاتب، ونجح البرنامج في البداية بصعود سريع ولكن تبعه انهيار أسرع، حيث انخفض تقييم الشركة المتخصصة في تأجير مساحات العمل المشتركة من 47 مليار دولار إلى 8 مليارات دولار خلال فترة لا تتجاوز 10 أشهر.


إن المشكلة في كم من مستثمر وشركات عملاقة لدينا خسروا أموالهم في مثل هذه الشركات نتيجة طمع أو قلة خبرتهم في ما لا يعلمون، و يعتمدون في قراراتهم الاستثمارية على (يقولون.. )، وللأسف بعض هذه الشركات مقلب كبير فالاسم شائع والبطن جائع.