الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«عنقليّة».. تطوّرٌ عبر الزمان

عنقلية أو عنجلية هي عود تنظيف وتخليل الأسنان، هكذا يسمى في الإمارات، وهو يوصف بأنه عود صغير دقيق مدبب الرأس، يستخدم في تخليل الأسنان وتنظيفها مما علق بها من اللحم والمأكولات الأخرى، وتُجمع عنقلية على عنقليات، وبعض العرب تسميه منقاش وآخرون يسمونه نكّاشة، والتّخليل أصله إدخال الشّيء في خلال الشّيء، وهو وسطه‏،‏ ويقال‏:‏ خلّل الشّخص أسنانه تخليلاً‏:‏ إذا أخرج ما تبقى من المأكولات بينها‏.‏

ومن طريف ما سمعته من والدي عبدالرحمن بن محمد المسلّم (رحمه الله) عن العنقلية، أن رجلاً زاره ضيفاً على الغداء، فوضع له من أطايب الطعام من الخبز واللحم والمرق والخضراوات والتمر، لكن كلما همَّ الضيف بوضع لقمة كبيرة في فمه، قال له المضيف: (لا تكثر وراك العنقلية)، وهكذا كلما كبّر اللقمة قال له المضيف تلك العبارة، حتى ظن الضيف أن (العنقلية) طعام دسم آخر يجب أن يُفسح له مجالاً في بطنه، فخفف طمعاً في (العنقلية)، حتى إذا ما انتهى من تناول الغداء، وجّهه مضيفه إلى أن يغسل يده، فغسل يده وعاد إلى المجلس، عندها قدّم له المضيف عوداً صغيراً دقيقاً مدبباً! فسأله الضيف: ما هذا العود؟، فقال له المضيف هذه هي: (العنقلية)، خلل بها أسنانك!.

وقد اعتاد الناس في الإمارات على تخليل أسنانهم بالعنقلية، ومنهم من يحمل (العنقلية) بشكل دائم في جيبه، فيخلل أسنانه متى ما سنحت له الفرصة، ومن الناس من صارت له عملية تخليل الأسنان بالعنقلية عادة، حتى أولئك الذين يستخدمون السواك فإنهم لا يستغنون عن العنقلية.


والعنقلية مصدرها الأخشاب، فمن أراد عنقلية عمد إلى لوح واستل منه عوداً صغيراً، وعندما دخلت أعواد الثقاب (أعواد الكبريت) إلى المنطقة عمد الناس إلى استخدام أعواد الكبريت لتخليل أسنانهم، واليوم كما نرى أن المصانع بدأت تصنع بأشكال وأنواع ومواد مختلفة، من الخشب والبلاستيك وأخرى من بعض المعادن، كما أن بعض العنقليات الخشبية لها أطراف مكسوة بالنعناع وغيرها من مطيبات الفم، وتطور الأمر فصارت العنقليات عبارة عن خيط طبي رفيع يستخدم لتخليل الأسنان.