الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«الاحتراف» بين كرة القدم والهجن

خلال الفترة الماضية كثُر الحديث عن المشكلات والمعضلات التي يواجهها الاحتراف الرياضى، خصوصاً في كرة القدم، وقد طرح وتكرّر كثير الآراء والتحاليل بنفس المنهج في عرض الحلول لهذه المشكلات الرياضية.

إن المعضلات التي نواجهها قد واجهتها الدول الأوروبية في خمسينات وستينات القرن الماضي، وبعض دول آسيا كاليابان وكوريا في أواخر السبعينات والثمانينات، وكان مفتاح الحل هو إعادة فهم مصطلح الاحتراف.. فماذا يعني تحديداً.

إن الاحتراف لغة هو الحرفة التي يمارسها ويتقنها ويطورها الفرد بغرض الكسب والاسترزاق والوصول بعمله إلى الكمال.


وتوصلت الدول التي أتقنت مجال الاحتراف إلى أن الفرد أو اللاعب هو آخر حلقات المنظومة الاحترافية. لذا، يجب قبل كل ذلك على الإدارة الرياضية المحترفة أو غير المحترفة، صياغة مفهوم اقتصادي وتشكيل واقع بعيد كل البُعد عن مفهوم الترفيه أو الهواية، لأن هذا المفهوم هو نقطة الخلاف الأساسية بين الاتحادات المحترفة واللجنة الأولمبية، وقد استطاعت الاتحادات فرض مفاهيمها على اللجنة الأولمبية.


وتأخرت منظومة الاحتراف في الدول الاشتراكية، رغم توافر أغلب عوامل النجاح، لبُعْد صانع القرار الرياضي عن المفهوم الاقتصادي.

إن الانتقال من الهواية إلى الاحتراف إذا لم تصاحبه منظومي اقتصادية وفلسفية فكرية رياضية تعمم على مدارس الرياضة، فلن يكون هناك احتراف واقعي وحقيقي. وإن النظر إلى واقعنا الرياضي، تجدنا بين هذا وذاك، فلسنا هواة ولسنا محترفين، نحن أندية وكيانات رياضية تمتلك لاعبين نخبة، وهؤلاء اللاعبون يتمتعون بكل مزايا اللاعب المحترف. في المقابل، ليس هناك منظومة إدارية رياضية محترفة تأخذ الحقوق وتقيّم الجدوى، ومؤشرات الأداء الاقتصادي للاعبين المحترفين (النخبة).

إن المعادلة ليست صعبة، ولكن حسابات الربح والخسارة، لا بد أن تكون واضحة للمنظومة الرياضية، فالناظر إلى رياضة الهجن يذهل كيف استطاع صانع القرار من أن يحولوا هذه الرياضة إلى اقتصاد رياضى مميز.

إن دولة الإمارات لديها كل الإمكانات اللازمة لوجود عالم كرة قدم حقيقي، ولكنه بحاجة إلى ثورة تشريعية رياضية لتصبح كرة القدم اقتصاداً مربحاً، وتعبئة رياضية لمصلحة هذه الرياضة الشعبية، وأفكاراً وإبداعات من خارج الصندوق.