الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المواهب.. واستعدادات الخمسينية

شاركت مؤخرًا في تقييم مرشحين لوظائف قيادية حكومية، فأسعدني طموح المتنافسين ودأبهم في أن يكونوا جزءًا من بناء مؤسسي حكومي واعد، وبعد انتهاء المقابلات كانت لي وقفتان تأمّليتان من وحي تلك المقابلات.

الوقفة الأولى: الإمارات تقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة، تستشرف رحلة خمسينية بمفهوم التمكين الذكي والخدمات المترابطة والمواهب المحترفة وطموح بلا حدود لاستدامة المكانة الريادية، بعد أن حققت إنجازات مبهرة ومراتب تنافسية منذ أول استراتيجية اتحادية في 2007 وحتى الاستحقاق الاستراتيجي الحالي 2017-2021، فهي الأولى عالميًّا في مؤشرات «الجاهزية للمستقبل»، و«استخدام البيانات الضخمة»، و«توفر الخبرات الدولية»، وغيرها من مؤشرات ومراتب عالمية ريادية.

إن الحديث لا ينتهي عن مكانة الدولة بوصفها أيقونة تنموية ومثالًا يُحتذى، فلا شك أن الإمارات زاخرة بمسارات التمكين القيادي عبر دبلومات المسرّعات الحكومية والابتكار والسعادة والإيجابية، وغيرها من برامج التطوير.


إلا أن الجدارية المعرفية في المرحلة الراهنة والمستقبلية يجب أن يكون لها دستورُها المؤسسي الموحد، ليكون الحد الأدنى الملزم لأي متقدم إلى وظيفة قيادية أو إشرافية في الحكومة الاتحادية أو الدوائر المحلية، أن يكون لديه ـــ كحد أدنى ـــ تفهّمٌ عميقٌ واستيعابٌ لمفردات الإمارات الأيقونة التنموية من حيث التوجهات الحكومية والمكانة التنافسية، والمشاريع والمبادرات والنتائج المحققة والمستهدفات المنشودة مع مهارات وأدوات تمثِّل موجبات أساسية، ولا مانع أن يتم ذلك عبر اختبارات معتمدة لضمان أن تكون لدى الفرسان الذين يقودون رَكْب العمل الحكومي معرفةٌ موحدة، وينطلقون بفاعلية لتشكيل معالم الخمسينية المقبلة كما رسمها القادة بأنامل الابتكار وفكر اللامستحيل.


الوقفة الثانية: الإمارات بستانٌ دائمُ الثمار على مدار العام بأفضل الممارسات والإنجازات والمبادرات، ولهذا آن الأوان لتعظيم الاستفادة من هذا البستان عبر تبادل الأدوار بين كل المستويات القيادية والإشرافية على المستويين الاتحادي والمحلي بطريق الإعارة أو الندب أو التكليف أو الشراكة لمدة زمنية محددة، يتم بعدها التبادل المعرفي فيما تم اكتسابه في كل جهة من الجهات مع الجهة الأخرى، ومن ثم يتم إعمال وتفعيل مبادرات التحسين والتطوير للجهة التي تم الانتداب أو الإعارة إليها، لتسير قافلة العمل الحكومي المؤسسي بقوة الدفع الذاتي التفاعلي المنهجي لدى كل الجهات والقطاعات بطريقة منهجية تحقق أفضل العوائد من التجربة التنموية الإماراتية الأنموذج، وهذا حديثنا في المقال القادم.