الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ضروس الخيل

«الضرس» في اللهجة الإماراتية هو السن والجمع ضروس والتصغير ضريسات، والضروس تقسم إلى (قدّاميه، ورانيه)، وضمن الضروس القدامية (النيبان) أي الأنياب، و ضمن الضروس الورانيه الرحي (بالياء) أي الرحى ومنها ضروس العقل.

جمال الضروس يعد من علامات الجمال عند الناس، خاصة من كانت ضروسه (فِرْقْ) أي متفرّقة، وهي الأسنان التي بينها فراغات بسيطة، كما أن صاحب الأسنان الكبيرة البارزة يوصف بالقبح ويعيّر بذلك، وقد ينعت بهذا الوصف لكونه نقيصة.

أما ضروس الخيل التي ذكرناها في العنوان، فهي نوع من الفستق (طويل الشكل) كان يجلب من فارس، وكان يوضع في علب بلاستيكية مدوّرة وقد رُصّت حبّات الفستق على شكل دوائر هلالية الشكل، بينها ملح مذاب كأنه الشمع، يجعل حبات الفستق ملتصقة ببعضها.


الشاهد أنه إذا فقد الطفل سنّاً من أسنانه (ضرساً) ونعني هنا الأسنان اللبنية، وجهه أبواه أو إخوانه إلى وضع الضرس في يده والتلويح به باتجاه الشمس، وترديد العبارة التالية: (يا الله خذ عنّ ضرس الحمار وأعطني ضروس الخيل)، ثم يرمي بالضرس فلا يراه أحد، راجياً من الله أن يحصل على ضرس يشبه ضرس الخيل.


ومما يذكر في هذا المقام أيضاً أنه إذا أراد شخص تحذير أخيه من عدو متربص، قال له (ترا فلان حاطنّك على الضرس)، والمقصود به أن ذلك المتربص يريد أن يطحنك كما تطحن الأسنان الأكل الذي بينها، كذلك يسمون الشخص الذي يبالغ في المتابعة والملاحقة لشخص آخر فيقال (فلان غادلّك ضرس)، أي أنه شبيه بألم الضرس الموجع المستمر.

وعندما عرف الناس المحركات في مضخات المياه وفي السيارات والآليات الأخرى، اسموا غالبية المسننات في تلك المحركات ضروس، فقالوا (ضروس المكينة)، و(ضروس القير)، وغيرها من المسننات التي تكون في المحركات.

أما المضرّس فهو كبير الضروس، ومن ذلك ما قاله الشاعر راشد بن طنّاف:

كلّه كَله ذاك لِـمْضَرّس.. لي يايب خطوطه من دبي.

وبوضريس نوع من أنواع سمك الشعري له أسنان بارزة، ومن رأى نتوءاً حاداً في أي سطح قال (فيه شرا الضرس) أي فيه نتوء يشبه الضرس.