الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تحية يمنية لصقور الإمارات

مسيرة حافلة بالشجاعة والتضحية والعطاء الإنساني تلك التي خطتها الإمارات في اليمن، وهي تساند إخوانها الذين بغت عليهم ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران منذ الانقلاب المشؤوم في سبتمبر 2014.

ففي سبتمبر 2015، خاضت القوات الإماراتية المشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية، ملحمة بطولية لتحرير سد مأرب الذي أعاد تشييده الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وفي ذلك الوقت كانت الميليشيات الحوثية تواصل مشروعها لابتلاع المنطقة تلو الأخرى، ومحو آخر ملامح الدولة اليمنية، وإسقاطها في براثن المشروع الإيراني.

قبل ذلك بشهور قليلة فقط، تمكَّن صقور الإمارات المخلصون لعروبتهم ومبادئ الشيخ زايد، بمشاركة إخوانهم في المقاومة الجنوبية، من طرد الحوثيين من العاصمة المؤقتة عدن، وملاحقة فلولهم في أبين ولحج والضالع.


لم تتوقف القوات الإماراتية عند مواجهة الانقلاب الحوثي في اليمن، بل امتد دورها لخوض حرب أخرى لا تقل أهمية ولا جسارة ضد الميليشيات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش، التي استفادت من تداعيات الانقلاب الحوثي، فخاضت تلك القوات حرباً موازية لتأمين المحافظات المحررة، ومحاصرة وتحجيم الجماعات الإرهابية المسلحة، وصولاً إلى تحرير مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت من سيطرة عناصر القاعدة في أبريل 2016.


وفي الشق العسكري، تقول لغة الأرقام التي لا تكذب إن حجم الدور الإماراتي في معركة اليمن كان بحجم أهمية المعركة واستراتيجيتها، وانعكاساً لحرص دولة الإمارات الحقيقي على مد يد العون لليمنيين لاسترداد وطنهم، حيث شاركت الإمارات بأكثر من 15 قوة واجب، قوامها أكثر من 15 ألف جندي، ونفذ صقور الجو ما يزيد عن نصف مليون ساعة طيران و 13 ألف طلعة جوية، فيما شاركت في المعركة بأبعادها العسكرية والإنسانية 50 قطعة بحرية.

والبعد الإنساني لم يكن غائباً في الدور الإماراتي في اليمن، حيث شاركت الإمارات بفاعلية في تخفيف آثار الحرب من خلال إطلاق مشروع واسع لإعادة بناء المرافق العامة وتوزيع المساعدات الإغاثية وعلاج الجرحى.

ولقد عملت القوات الإماراتية في اليمن في ظل ظروف بالغة التعقيد، فإلى جانب الحرب وأعبائها القياسية تعرضت الإمارات لحملة تشويه إعلامية غير مسبوقة، ولكن هذه الحملات المشبوهة لم تنل يوماً من عزيمة وإرادة الإمارات دولة وجيشاً في دعم ومساندة اليمنيين. وسيأتي يوم ‏سينجلي فيه غبار الأكاذيب والتشويه الإعلامي، وسيعرف اليمنيون جميعاً صدق أبناء زايد في مناصرة قضيتهم ضد المشروع الإيراني، وسيتذكر الجميع المواقف المشرِّفة لتلك القوات ودورها منذ تحرير سد مأرب حتى الوصول إلى مشارف الحديدة.