الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فن النوبان

«فن النوبان».. من الفنون الخليجية الجميلة، وهو فن شعبي موجود على طول المناطق والمدن الممتدة على سواحل الخليج العربي، من البصرة مروراً بالكويت وقطر والبحرين والأحساء والإمارات حتّى عمان.

وحول أسماء هذا الفن نجد البعض يسميه «فن الطنبورة»، ويعيد كثير من الممارسين لهذا الفن ومحبيه والمهتمين به إلى أن سبب تسميته تعود لسببين.

أولاً (النوبان) لأنه جاء من بلاد النوبة، أو لأن أول الممارسين له كانوا نوبيين، وثانياً (الطنبورة) لأن الآلة الرئيسة في هذا الفن هي آلة الطنبورة.


والبعض يَعُد فن النوبان من الفنون المتعلقة بالصوفية، وأن ممارسيه غالباً من الصوفيين، وهو في نشائده غالباً ما يعتمد على إنشاد المدائح النبوية والتهليلات وما شابه ذلك، كما أن طقوس أداء هذا الفن تنم عن دعوة لطهارة المكان من خلال عدم السماح للمؤدين، وحتى الزوار بوطء المكان بنعالهم أو أي من ألبسة القدم، والسماح لهم فقط بوطء المكان حفاة.


الراقصون أو «اللعيبة» كما يسميهم البعض من نساء ورجال يقفون في صفين متقابلين، وعلى طرف منهم يجلس العازفون وهم كالتالي: في الوسط عازف الطنبورة، ثم عازف الراس، ثم عازف طبل الراس، ثم الضاربون على طبول لـ «نكينبوّه»، يتقدمهم اللاعب بالشخليلة أو كما يسمى المنيور (المنجور).

ويبدأ العزف صاحب الطنبورة الذي يحرك تلك الأوتار الغليظة المصنوعة من أمعاء البقر، كما لا يصح العزف عليها إلاّ بقرن ثور، فتصدر صوتاً غليظاً يشبه صوت آلة الكونترباس،

ثم يبدأ مؤدو الشخليلة المسماة المنيور بهز وسطه، مرتكزاً على عصا خيزران تتبعه الطبول بطَرق شبه عكسي، وكأنه ينشئ حواراً عكسياً مع الطبول.

الشاهد أن الشخليلة هي عبارة عن حزام عريض طوله متراً تقريباً وعرضه 50 سنتيمتراً من قماش غليظ كالكتان، خيطت عليه أظلاف الماعز بشكل غير مشدود، لتسهيل احتكاكها وارتطامها ببعضها البعض لإصدار صوت جميل يشد الأسماع ويلهب القلوب.