الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المعرفة والوعي هل يكفيان؟

تواجه الطفولة في بعضٍ من المواقف سوء فهم لحاجاتها الإدراكية والنفسية، وأيضاً سوء فهم في بعضٍ من ممارساتها، يحكم الكبار على تلك الممارسات بأنها عبثية ولا قيمة لها ويتم التحذير منها، ومنع الطفل من الإقدام عليها، وهذا المنع قد يكون مدمراً، وله آثار سلبية على نفسية الطفل، خاصة وهو في مرحلة الاستيعاب والتعرف على الحياة ومتطلباتها.

عند ممارسة المنع والإقصاء، فإن الحجة الجاهزة لدى الآباء والأمهات، وهي التربية القويمة وتعليم الطفل المبادئ الحياتية مبكراً، والحقيقة أن الذي تم، هو تقويض واحد من أهم أسس هذه الحياة الصحية.

أسوق لكم مثالاً يتعلق بممارسة يقوم بها الأطفال الطبيعيون دون استثناء، وبشكل عفوي بسيط، فيواجهون المنع في بعض الأحيان، للحد منها، وهذه المواجهة غير المتكافئة يتم فيها استخدام الضرب والعنف اللفظي، هذه الممارسة أو هذا السلوك، هو اللعب، أما الحجة وأسباب المنع التي يسوقها الأب أو الأم متعددة وجاهزة، وتشمل: المشاغبة، والفوضى، والركض هنا وهناك، والتكسير، وتخريب الأثاث وغيرها، من قائمة طويلة لا تكاد تنتهي، فالأطفال يلعبون بأي شيء وهو جزء من تفكير كل طفل.

أعتقد أن اللعب للأطفال جزء من نشأتهم، ويساعد في تكون شخصياتهم، وأعتقد أيضاً، أن هذه المعلومة باتت معلومة ومعروفة لدى شرائح واسعة من الناس في كل مجتمع، خاصة لدى المعلمين والتربويين وعلماء نفس الطفولة.

لم يعد من لا يعرف، أو لا يفهم بأن لعب الأطفال مهم في مرحلة نموهم، وهو جزء من تعلمهم وتكون شخصياتهم، ويساعدهم في التعرف على محيطهم وطبيعة الحياة، هذه باتت حقيقة مسلماً بها، فهي فضلاً عن نتائج متعددة من الدراسات والبحوث العلمية التي عمل عليها الكثير من التربويين وعلماء التربية، هي تراكم لخبرات ومشاهدات طويلة منذ القدم وحتى يومنا هذا، توضح الأهمية البالغة لممارسة الطفل هذا السلوك.

وهنا لا تفهم لماذا يتم المنع والتهديد والوعيد، ولا الهدف للحد من سلوك اللعب لدى الطفل، لكن المؤكد أنه تحت حجة التربية والمبادئ والقيم، يتم قمع حاجات نفسية للأطفال، ومثل هذه الممارسة يجب أن تتوقف بالمعرفة والتعليم والوعي.