الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا وثقافة الأزمات

كورونا أصبح حديث القاصي والداني وتتبع أخباره أصبح عادة بديهية يومية لدى الأغلبية، وهذا أمر طبيعي في كل دول العالم. دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من أولى الدول التي أعلنت بكل مسؤولية وشفافية عن وجود حالات مُصابة وعزلها وتطبيبها وقد تمّ شفاء عدد من الحالات حسب التصريحات الرسمية. بالإضافة لحزمةٍ من الإجراءات الوقائية المتخصصة.

تناول موضوع هذا الفيروس يجتاح العالم، طبياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ومن الناحية الدرامية والكوميدية أيضاً، لكن هناك مستوى من الجدية والمسؤولية يجب أن يتحلى به ليس فقط المثقفين، بل كل إنسان يعتبر نفسه مسؤولاً، وهو مصداقية التناول والطرح، الـمُعيب في الموضوع هو حس اللامبالاة والعبثية في تناول الشائعات والأخبار المغلوطة والأكاذيب المنتشرة! هل تصدقون أن بعض من يعتبرون أنفسهم منتمين لفئة المثقفين يساهمون بهذه الأخطاء بكل برود! وكأنهم لا يدركون خطورتها وأثرها البالغ! إذا كان الشخص المتعلم ذو الوعي والثقافة ينشر الأخبار المكذوبة الضارة مستهلاً حديثه بعبارات ساذجة مثل «يقولون ـ سمعنا ـ قريت في النت» ! مالذي تبقى لدى رجل الشارع العادي كي نلومه عليه؟

في هذه الظروف تصبح مصداقية الطرح والتناول على رأس أولويات المرحلة، إن تحري مصداقية الأخبار وعدم نشر أي خبر غير موثوق، واجب وطني وأخلاقي وديني وإنساني على جميع شرائح المجتمع اتباعه والتمسك به. الكل يعلم ضرر انتشار الأخبار الكاذبة وتأثيراتها البالغة على الأفراد والمؤسسات والمجتمع ككل. يجب أن نكون أكثر وعياً ودقة وتقديراً لحساسية القضية التي نتعامل معها.

إن ثقافة الأزمات هي من أرقى ما يمكن أن يميّز المجتمعات المتحضرة الواعية القادرة على التعامل مع التحديات بشكلٍ مثاليّ منظّم وفعّال. هناك جهات متخصصة في الدولة تتابع على مدار الساعة مستجدات هذه القضية وتنشر الأخبار الدقيقة فور وجودها، هذه الجهات تُعلن أخبارها وفق قنوات رسمية معروفة للجميع، يجب أن تكون هذه القنوات هي مصدرنا الموثوق، تفادياً لانتشار الشائعات المختلفة.