قبل النوم يبدأ المخ في تصوير أشياء يتمنى المرء أن تحدث وأشياء أخرى يتمنى ألاّ تحدث، لتكمن المشكلة في حدوث ما نتمنى ألا يحدث، وعدم حدوث ما نتمنى أن يحدث! ولهذا تمتلئ ذاكرة التاريخ بالعديد من القصص الغريبة، لحالات تتفاوت بين المأساة الرهيبة وبين البهجة العجيبة، لدرجة لم ولن تصدقها العقول، كأن تفوق قدرة اللسان على ما يقول، وهنا تأتي قصة ملك اليونان ألكسندر الأول الذي لم يعمل حسابه، على مفارقة الحياة في ريعان شبابه، فمن الطبيعي ألاّ يخطر على بال أي فرد، أن تكون سبب وفاته عضة قرد! وكذلك تفاصيل مقتل الملك جورج الثاني في إنجلترا، حيث فقد توازنه داخل الحمام على حين غرة، ليسقط على الأرض ويلفظ أنفاسه الأخيرة، فلا يقوم بعدها بالمرة! والحال سيان مع إمبراطور السويد «أدولف فريديريك» في نهاية لم يكن يتوقعها، بعدما حفر قبره بيده عندما التهم كميات كبيرة من الحلوى التي يعشقها.
بالنسبة للموسيقار (مايستر روميلانت) ذي الألحان الألمانية، صرح المؤرخون سراً وعلانية، بأنه جاء من أصول سكسونية، بل أجزم البعض أن اسمه يحمل معنى (الاستقالة من الأرض)! فضاعت سيرته الذاتية بالطول والعرض، ولا زال العالم حائراً بين أصله وفصله، كحيرة السيف بين غمده ونصله، وهكذا بقيت أصول (مايستر) مجهولة إلى هذا اليوم! مع محاصرة الزمن بأصابع الاتهام وإلقاء اللوم، ومن المعروف أيضاً أنه أبدع في تأليف الكثير من أغاني الرثاء، ليصف وفاة ملك الدنمارك (إريك الخامس) بكل وفاء، ومع ذلك لا يوجد من يتجرأ على تأكيد صحة هذه المعلومات، حيث حلقت الأسرار ودُفن مفتاح الحقيقة حين مات.
قد تكون هذه الطلاسم المتكاثفة حول حياته بفعل فاعل! وبالتالي أحرق بحقده وغيرته جميع المشاعر والمشاعل، فالبعض لا يعرف من المنافسة (الشريفة) سوى أول حرفين بعد أل التعريف.. (الشر).