الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

معاً لدعم مناعة التفكير

عشرات الدروس والعبر والمواقف التي تستحق أن نقف عندها، تنهمر علينا من خلال التدفق اليومي للأخبار ومستجدات الأحداث في المنطقة والعالم.

الجميع في حالة حرب ضد عدو خفيّ الصورة شرس السلوك يحاول الفتك بالإنسانية. ومن أولى قواعد المواجهة ضد أي عدو فهم ماهية هذا العدو وخصائصه جيداً، ونقاط قوته وضعفه وكافة تفاصيل سلوكياته. وبعيداً عن سيل الشائعات المتجدد كل صباح حول «كورونا»، أصبح لدى المجتمع الدولي معلومات أساسية مؤكدة عنه.

من أهم تلك المعلومات الأساسية عن «كورونا» أن النسبة الغالبة من ضحاياه هم ذوو المناعة الضعيفة على اختلاف مسببات نقص المناعة سواء كبر السن أو وجود أمراض مزمنة أو غيرها.

التوصيفات الطبية تعتبر أن السبب الرئيسي في نسب الشفاء المرتفعة قوة جهاز المناعة الذي يقاوم الفيروس بنجاح وينتصر عليه، بعض المتعافين شعروا بأعراض طفيفة إلى متوسطة وبعضهم لم يشعر بها.

التوصيفات الطبية أعلت من شأن الحالة النفسية وتأثيرها على المناعة الذاتية، وهذا الأمر في غاية الأهمية والخطورة، خاصة على صعيد التناول الإعلامي والشخصي. فمن المعيب تماماً لبعض وسائل الإعلام نشر الذعر والخوف من خلال نوعية أخبارها اليومية لأن هذا الأمر كفيل بإضعاف المعنويات وبثّ الهزيمة النفسية التي تؤذي المناعة. نعم، نحن مع التوعية وكشف الحقيقة لكن بتوازن بين الإيجابيات والسلبيات ودراسة النتائج.

أما على الصعيد الشخصي، فمن يبثون الشائعات والمبالغات ويتحدثون عن نهاية العالم هم أخطر من الفيروس نفسه، وكنتُ في غاية السعادة والانشراح عندما قرأت أخبار القبض على عدد من هذه العينات في الدولة.

يجب أن نكون امتداداً للجهود اليومية الضخمة التي تبذلها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لمحاربة الأزمة وحماية المواطنين والمقيمين ومد يد العون للمحتاجين من دول العالم كما كان ديدنها دوماً منذ التأسيس.

يجب أن نكون داعمين بقوة لمناعة الفكر والتفكير أمام ناشري الكذبات المخيفة والشائعات المقلقة. اهتمامنا بالمعلومة الصحيحة والتوعية بطرق الوقاية ونشر الإيجابيات الحقيقية، واجب وطني وإنساني وأخلاقي مقدس.