الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رباعية النموذج الإماراتي

حين يهز الكرب النفوس، وتصبح التحديات واقعاً ملموساً يزلزل كيانات وامبراطوريات، لطالما تغنت بالقوة والنفوذ؛ حينذاك ندرك أن الريادة ليست أقوالاً، بل هي أفعال ومنجزات لقادة استثنائيين، وحكومة متكاملة مرنة ومتناغمة، ومبادرة ارتقت القمم بعزم وحزم، وإنفاذ وإنقاذ لأخوة الإنسانية.

وضعت الظروف الاستثنائية لفيروس كورونا، البشرية أمام خطب جلل لا يملك أحد مواجهته إلا بتوحيد الجهود.. شاشات عرض ممتدة على مدار الساعة ترصد الأقوال، وتتابع ردود الأفعال، وتقيم المبادرات.. تُحبس أمامها الأنفاس من هول الجائحة، حيث لا تزال للخطب فصول وتوابع.

أداء حكومة وطن الريادة الإمارات، لا تحتاج لأن تسطر لها السطور، وتأتي بالمنظوم والمنثور، لأن الأفعال تصف لك ما تشكل على أرض الواقع من نموذج إماراتي الهوية، عالمي المعايير، رغم طبيعة الأزمة وخطورتها، لتكتمل لبنات هذا النموذج الفريد من جدارية رباعية الأبعاد والمحركات، عابرة للقارات قلما تتكرر.


أول محركات النموذج الإماراتي العالمي في إدارة الأزمات: «القيادة الاستشرافية الإنسانية الملهمة»، قيادة لا تبادر ولكن تصنع الفارق، لا تعرف حدود المكان والزمان، ففرسان الإمارات في كل مكان، نراهم في سطوع إنسانيتها بإجلاء العالقين في مقاطعة ووهان الصينية، واستضافتهم في مدينة الإمارات الإنسانية.. قيادة، كلماتها ارتواء للظمآن، تتفجر منها ينابيع الحكمة والتحفيز والاطمئنان.. «لا تشلون هم»، وأفعالها استباقية، تعكس ثقة مطلقة في إنسانية قرارات الإمارات.


أما ثاني محركات النموذج: «الاستراتيجية الاحترازية الوقائية الشمولية»، ففي أيام معدودة تم تفعيل الكثير من إجراءات التخفيف والتعافي بين حجر طبي طال كل من وقع في دائرة الاشتباه، وترتيبات عودة المواطنين والمقيمين، وتجهيزات غير مسبوقة في كل المنافذ، وتعقيم وطني شامل، وحملات توعوية ليل نهار، واستحداث خدمة «تواجدي» لتسهيل عودة المقيمين خارج الدولة للحالات الطارئة.

ويأتي المحرك الثالث: «حزمة المحفزات والمبادرات الاقتصادية التكاملية المساندة»، لتكون الداعم الاستباقي الواقي لشركاء الوطن من مؤسسات وأفراد لتجاوز تداعيات الأزمة وتخفيف وطأتها.

ويكتمل بنيان النموذج بالمحرك الرابع: «خدمات مستدامة لحكومة مبتكرة»، حيث تشكلت فرق عمل تُداوم بالتناوب، ولا يغمض لها جفن قبل أن تنجز مهامها، وتم تحديد آليات استباقية لتعزيز استدامة منظومة الخدمات الذكية في كل القطاعات، في تناغم مؤسسي فريد أبهر العالم واقعية وتكاملية وفاعلية وأثراً.

سيبقي دوماً النموذج الإماراتي ريادياً، متفرداً، وملهماً في الارتقاء بالإنسان أينما كان.