الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

في العمل عن بُعد

لا نزال نعيش أيام الوباء الذي اضطر الناس للمكوث في المنزل وغيّر أيامهم، فالبعض يخوض تجربة جديدة بممارسة العمل عن بعد، والعديد من المؤسسات اضطرت لذلك بعد سنوات من رفض الفكرة، لتصبح خلال أيام واقعاً مفروضاً عليها لأن الخيار الآخر هو التوقف كلياً عن العمل.

العمل عن بعد فكرة مقبولة أكثر من التعليم عن بعد لأن المؤسسات الخاصة أكثر مرونة وتهتم أكثر بإنجاز العمل، بدلاً من التشديد على اتباع الإجراءات كتسجيل الحضور والعمل لساعات محددة.

وفتحت شبكة الإنترنت المجال للمؤسسات لاستقطاب وتوظيف أناس من مختلف دول العالم، ولا يهم مكان الموظف، فالمهم هو مهاراته وقدرته على إنجاز العمل، وبعض المؤسسات استغلت عالمية سوق الوظائف، لتوظف فرق عمل في مناطق مختلفة، وهكذا تحصل على إنتاجية على مدار الساعة، فعندما ينتهي عمل فريق ما يبدأ فريق آخر بالعمل.


المستقلون وجدوا كذلك سوقاً عالمياً يقدم فرص عمل ومشاريع وفرصاً مختلفة لهم، لم تعد هناك حاجة لأن يعمل الفرد لشركة واحدة، بل يمكنه العمل لشركات مختلفة ومشاريع مختلفة ويمكن أن يحدد الفرد متى يعمل وكم ساعة في اليوم سيخصصها للعمل.


من ناحية أخرى، بعض المؤسسات التي أجبرت على العمل عن بعد، لم تستفد من مرونة هذا النظام، وأصرت على أن يُوثق موظفوها كيف قضوا ساعات الدوام الرسمي، فالمؤسسة تطلب منهم العمل في هذه الساعات كأنهم في مكاتبها، ولم يختلف شيء سوى وجودهم في منازلهم، المؤسسة تهتم بالإجراءات أكثر من الإنتاجية وهذا يخالف طبيعة العمل عن بُعد الذي يهتم بالإنجاز حتى لو لم يتطلب سوى وقت قليل.