الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تحديات التعليم عن بعد

في الأسابيع الماضية، أطلت الحديث عن مزايا التعليم عن بعد، باعتباره واحدة من أبرز الفرص التي استطاعت الدولة اقتناصها في ظل أزمة وباء كوفيد-19، واليوم أود التطرق إلى جملة من تحدياتها التي ينبغي تلافيها من أجل الاستمرار السلس لهذه التجربة.

لم نواجه مشكلات تذكر في كفاءة البنية التحتية للاتصالات وتغطية الشبكات، وكذلك كان جلياً جاهزية وزارة التربية والتعليم لهذا التحول من حيث البرامج والمناهج الرقمية والتجهيزات التقنية، وأيضاً سرعة استيعاب الهيئات التعليمية لهذا التحول.

وبينما تعتبر الاختبارات وتقييم أداء الطلبة من التحديات الكبيرة، وكذلك إدارة الهيئات التعليمية ومتابعة أدائهم، اللذان يتطلبان أفكاراً إبداعية وحلولاً عادلة ومبسطة تعتمد على ما توفره التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي دون اللجوء إلى الرقابة المحكمة، أو كشف الحضور أو كتابة تقارير الأداء في نهاية اليوم بالطريقة الاعتيادية.


علاوة على ذلك، فإن فقدان التواصل البشري المكاني، الذي يفرضه التعليم عن بعد يفقد العملية التعليمية روحها وطبيعتها الانسانية، لذا ينبغي على القائمين على التعليم تضمين الجلسات التعليمية فقرات ترفيهية، وأحاديث جانبية تكسر رتابة التعليم عن بعد، وتمنح كلاً من الطلبة والمعلمين أريحية في التعامل، وتخفف عنهم شيئاً من الضغط النفسي الذي بدأ يعاني منه الطرفان.


ويبدو أن البعض من المعلمين والطلبة وكذلك أولياء الأمور تقبلوا التحول للتعليم عن بعد رغم سلبياته، تحت ضغط الظرف الطارئ، ويمنون أنفسهم بانجلاء الوباء وعودة المياه لمجاريها السابقة، ولكنني أرجو أن يتمكن المعنيون من تطبيع النهج الجديد، وتجاوز تحدياته والحفاظ على مكتسباته.