الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ليس هذا وقت «التفنيش» أيها المحترمون

نتفهّم ضغوطات الأزمة الصحية التي تؤثر على أغلب دول العالم، ونعي حجم التقلص في الأعمال التجارية على كافة المستويات والقطاعات.

الجميع يعمل بطاقته القصوى لخدمة المجتمع والوطن لتجاوز هذه الأزمة القاسية، إنه اختبارٌ حضاريّ من المستوى الأول، فحضارة الأمم تُقاس بتعاملها مع الأزمات والتحديات الكبرى، ولم أكن أشك ولو للحظة في ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع الأزمة، كونها أثبتت جدارتها في العديد من الأزمات السابقة وخرجت منها قوية شامخة.

يكفينا أن الإمارات احتلت المركز الأول عربياً والعاشر عالمياً من حيث فعالية العلاج لمصابي فيروس «كورونا» وكفاءته، وفق تصنيف صدر مؤخراً عن مجموعة Deep knowledge Group التي تتخذ من لندن مقراً لها.

في ظل هذا التفوق، نجد بعض السلوكيات التي تعمل بالاتجاه المعاكس للمصلحة العامة والخاصة، فتنامي ظاهرة إنهاء خدمات المواطنين والمواطنات، خاصة من يعملون ضمن الفترة التجريبية التي تسبق التثبيت الوظيفي، مؤشر خطير يحمل العديد من علامات التعجّب والاستفهام! هل هذا هو الوقت المناسب لإغلاق أبواب الرزق والمعيشة الكريمة لمواطني الدولة، هل تعون معنى إغلاق بيوت مفتوحة، في ظل هذه الظروف العصيبة! أليس من الأولى التفكير خارج الصندوق وإشراك هذه الكفاءات الوطنية في العمل الوطني الطارئ لتجاوز الأزمة، أليس هذا هو الابتكار والإبداع في استثمار الموارد البشرية؟ أم أن «التفنيش» هو الأسهل!

هل يعي مرتكبو هذه التصرفات آثارها السلبية المدمرة على المجتمع؟ التساهل في «التفنيش» غلطة سيظهر أثرها ولو بعد حين! حتى بخصوص الكفاءات الوافدة التي قد تبحث عنها بعد انتهاء الأزمة فتجدها غير موجودة، وبديلها ذو الخبرة والكفاءة غير موجود والسبب أنك استغنيت عنها في لحظة طيش!

نفخر بوجود اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث، وعقليات تجيد إدارة المخاطر، من غير المعقول أن نصنع حلولاً في مناطق ونراكم أخطاء في مناطق أخرى! هذا ليس في الصالح العام. لدينا أيضاً وزارة اللامستحيل التي ننتظر منها إعادة تعريف «المستحيل» في هذه الظروف ومنع هدر الكفاءات وطيش «التفنيش».