الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المخبوزات الإماراتية

«المخبوزات الإماراتية».. عالم جميل ومتنوع، يرتبط بالذكريات وبالاعتماد على الذات، فالخبز وما شابهه مما يخبز إنما هو أهم وأقْيَم ما يوضع على موائد الطعام، وهو ما يعزز الاكتفاء الذاتي.

والمخبوزات هي كل ما يعجن بالطحين أو البر أو ما شابههما ويخبز ولو لم يكن خبزا، ومن ذلك نعدد التالي: الخبز، خبز الرقاق، خبز الخمير (كانت توضع فيه الخميرة)، خبز الكباب (الأصل كبَّ، فالخبزة تُكبُّ على وجهها)، خبز المحلّى (الذي يعجن مع المريس) أي عصير التمر، خبز المكسَّف، خبز السّفاع، خبز المضْباه، وهذه الأنواع الأخيرة (المكسف، السفاع، المضباه) يختص بها سكان الجزء الشمالي الشرقي والشرقي من الإمارات العربية المتحدة.

أما الأنواع الأخرى من المخبوزات فهي: القرص، القريصات، اللّقيمات، الخَنْفروش، الفقاع وجميعها عجائن مناسباتية، يتم إعدادها في مناسبات الأفراح والأعياد والأعراس، وأحياناً للضيوف الأعزاء ذوي المكانة الرفيعة.


والخبز يؤكل في وجبة الرّيوق، وهي وجبة الإفطار الصباحية، وفي وجبة الغداء ظهرا، وفي وجبة العشاء وجبة آخر اليوم، وهو يؤكل مع الحليب واللبن والمرق والعسل والسكر، كما يؤكل منفردا أو مغموسا بالعسل والسكر، أو مثرودا مع اللبن أو المرق.


والشاهد أن الإمارات لم تكن أمة أرز أبداً، لكن الأرز بهذه الكميات المهولة بدأ من أواخر القرن الـ19، وقبل ذلك كان الإماراتيون يعتمدون اعتماداً كلياًّ على الخبز والتمر، بينما الأرز كان يؤكل في بعض المناسبات فقط، مرة في الأسبوع وأحياناً مرة في الشهر أو يزيد، وكان يجلب الأرز من الأحساء ومن البصرة، وغالباً ما يأكلون الأرز الأسمر الذي يسمى (العيش العنبري) كناية عن أنه يشبه العنبر، وقد سُمِّيَ الأرز عيشاً لأنهم كانوا يَعْتَاشُون عليه، ولم يكن عندهم بديل له في فترات القحط.

الإنجليز هم من أدخلوا الأرز إلى المنطقة بهذا الشكل الطاغي، حيث استوردوه من باكستان والهند بكميات كبيرة لسد حاجات الناس بعد أن عمَّ القحط البلاد، وأيضاً في فترة الحربين العالميتين، من أشهر أنواع الأرز جاءت للمنطقة كان العيش البشاوري وعيش قرْده وعيش بِلّم.. وأول إمارة جاء لها الأرز هي: إمارة الشارقة عن طريق البانيان وهم أكبر التجار الهنود في المنطقة.