السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شخصيات اعتبارية.. بوجهين

قد يكون عنوان المقال الذي بين أيديكم صادماً نوعاً ما لكنه حقيقة واجهت كثيراً من هذه الشخصيات، التي تبهرنا بابتساماتها وطيبتها في الصور واللقاءات، لكنها في الحقيقة في قمّة التكبر والعبوس وأحياناً الوقاحة.

وأمثلة تلك الشخصيات تجد بينهم ومنهم من لا يكلف نفسه بأن يقوم للسلام عليك، ومنهم من لا يكلف نفسه ابتسامة بسيطة، فقط لأنه يعتقد أن ذلك من قوام شخصيته (بريستيج)، فهو كالطاووس في مشيه وهيئته (لكنه طاووس معاق)، حقيقة صُدِمت بشخصيات كنت أكن لها كثيراً من الود والتقدير والاحترام، لكن عندما قابلتهم في الواقع، رأيت أنهم أناس لا يستحقون حتى المرور بجانبهم!

العاقل الكيّس الفطن يعي أن ذلك المتكبر إنما يعاني من عُقد كثيرة، من أهمها: عقدة النقص، فهو يرزح تحت معاناة النقص بشكل لافت، وإلا لماذا التكبر وأنت صاحب منصب ومقرب من صفوة الناس؟ لكن هيهات بين المعافى والسقيم.


وإن من دناءة تلك الشخصية أيضاً أنها تظهر في ثوب الشخصية الرسمية، وفي نفس الوقت تكتشف أنها مشاغبة في العالم الافتراضي، فقد تجد من له حسابان أو ثلاثة حسابات، يشاغب من خلالها، ويظهر كثيراً من القيح الذي يعتمر قلبه، ويكشف عن زيف مظهره.


منصات التواصل الاجتماعي رغم ما فيها من حراك ثقافي وفكري أفضت إلى إيجابيات مهمة، أسهمت في خلق حالة من الوعي، وفتحت آفاقاً رحبة للتواصل والتشاور، وخلقت أجواء افتراضية جميلة، لكنها أيضاً كشفت عن كوامن شخصيات كثيرة، كنّا نظن بها الخير دون أن نتساءل أو نتعمّق في التفكير في غير ذلك.

قال تعالى: «وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَبِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبيلِ وَما مَلَكَت أَيمانُكُم إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالًا فَخورًا»، (سورة النساء ـ الآية: 36).. وعن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ» فَقَالَ رَجُلٌ: « إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حَسَنًا، ونعلهُ حَسَنَةً» قَالَ: «إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ»، رواه مسلم.