السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

قوتنا الناعمة إلى أين تتجه؟

تعتبر السينما والدراما من القوة الناعمة لأي دولة وشعب، وهناك دول كثيرة تفرض ثقافتها ومنهاجها على الشعوب الأخرى بدون جيوش، وتنتصر في خلافاتها السياسية من خلال قوة تأثيرها سينمائياً ودرامياً، وخير مثال على ذلك أفلام (هوليوود وبوليوود)، التي تبرز القوة والبطولة مع بهارات تجارية لجذب المشاهد في كل أنحاء العالم مع تمرير القضية التي يريدون الترويج لها.

للأسف صناعتنا الدرامية محلياً ليست بالمستوى المطلوب، خاصة مع مشاهد مسلسلات وأفلام ذات تقنيات عالية ورسم شخصيات درامية عميقة يكتبها كتاب محترفون مقارنة مع بعض الاجتهادات البسيطة لدينا، وكم نتمنى أن يكون لدينا مشروع لإنتاج 10 مسلسلات تتنوع فيها القصص والحكايات عن حياة أهل الإمارات (براً وبحراً وزراعيين وأهل جبال)، قبل وأثناء اكتشاف النفط وبعده، وتعتبر توثيقاً للحقبة الزمنية من جميع المراحل والزوايا ومعايشاتهم اليومية وتغطية مناسباتهم السعيدة والحزينة وتسليط الضوء على دور المرأة في تلك الظروف القاسية وكيفية استقبال المتغيرات الاجتماعية الجديدة بعد النفط.

الأجيال الجديدة من شبابنا أصبحت (أدوات تثقيفهم) مبنية على ما يقدم على منصات (نتفليكس وأبل تي في وسوشيال ميديا)، لذا يتوجب علينا أن نطور نحن أيضاً أدواتنا، وإذا تكلمنا على الجانب القصصي والأفكار (هات المتقاعدين من أيام زمان) وهم يملؤون لك كتباً عن شخصيات وأحداث يومية حدثت قبل وأثناء وبعد اكتشاف الذهب الأسود، والتي تنفع لعمل أكثر من مسلسل وعشرات الأفلام، وكيف عاش وعمل آباؤنا وأجدادنا مع شركات التنقيب عن النفط والأحداث التي مرت عليهم في الحقول البرية والبحرية، وكيف كانت ظروف حياة العوائل أثناء غياب الرجال للعمل في إنتاج النفط والتأثيرات الجيوسياسية من حولهم.


لقد استفادت إيران وتركيا من توظيف الدراما وخاصة التاريخية لترويج وجهة نظرهما إلى العالم العربي والإسلامي، وتصديرها إلى افريقيا والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية، ووفق مصلحتهم (يغيرون التاريخ)، الذي لم يعد مقروءاً، ولكن أصبح مشاهداً على منصة «نتفيلكس»، والسؤال هنا: ماذا فعلنا نحن لتقديم تاريخنا وتراثنا؟ وإبراز أبطالنا وعلمائنا في الخليج العربي خلال الـ500 سنة الماضية؟ ومسلسل (ممالك النار) مجرد خطوة أتمنى ألا تكون (خطوة يتيمة).