الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

غيض

الغيض هو طلْع النخل، فإذا جاء موسم الصيف سأل الناس عنه، وفي ذلك الموسم بالذات يكثر الحديث عن الغيض فهو أساس لقاح النخل، كما أنه يسمّى أيضا «نبات»، وعملية التلقيح كلّها تسمى تنبيت، فيقال: (العرب نبّتوا) أي لقّحوا نخيلهم، والغيض يكون في فحل النخل، يؤتى به فيوضع في نبات الأنثى ويربط، ومع اكتمال فترة الحضانة يطلع الخلال والخلال (بتفخيم اللام) هو أول شكل للرطبة ويكون لونه أخضر، ثم يتحول إلى بسر ثم إلى قارينه (جارين) ثم إلى رطب ثم إلى سحّ والسّح هو التسمية المحلية للتمر.

يظل الناس في فترة التنبيت يكثرون الحديث عن الغيض، عن أشكاله وطريقة وضعه في الأنثى والمدة المحددة لبقائه فيها، كما أنهم يترقبون أول الطلع، ثم يترقبون أول الرطب ويسمون تلك الحبات الأولى (التبشرة) كناية عن أنها بشارة الخير.

لقد ارتبطت كثير من المصطلحات والمعاني والعادات والتقاليد ارتباطاً وثيقاً بالنخلة، ككثير من الأمثال والحكم والحكايات، وقد بنيت البيوت بجريد النخل، وصنعت كثير من الأدوات المنزلية بسعف النخيل، وكذلك كثير من الألعاب الشعبية والمتعلقات الخاصة كانت مستخلصة من النخلة.

وفي معنى آخر للكلمة: الغيض هو الغضب، يقال فيّ غيض على فلان – أي فيّ غضب على فلان – وقد يسمى (حِمَقْ)، ويقال غايض أي أغضب، وغايضته تعني أغضبته، غياض أي فعل أعمال مغضبة، وفي إمارة عجمان يوجد برج مربع في الشمال الغربي للمدينة يسمى مربعة (غياض).

والغيض هو القليل، يقال أعطاه غيضاً من فيض، أي أعطاه قليلاً من كثير، وهي مقولة دارجة شائعة الاستعمال، تستخدم غالباً في الأحاديث أو اللقاءات، فالمتحدث إذا أراد أن يختصر في كلامه يقول: هذا غيض من فيض، حتى لا يطيل على المستمعين من الحضور.

وفي معجم الوسيط: غَاضَ (فعل ثلاثي لازم) غَاضَ، يَغِيضُ، مصدره غَيْضٌ - غَاضَ الْمَاءُ أي غَابَ فِي الأَرْضِ- غَاضَ مَاءُ التُّرَعِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَيُقَالُ غِيضَ الْمَاءُ (سورة هود أية ٤٤) وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ (ذكرت في القرآن الكريم).