الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحزن.. بإحداثيات كورونا

ونحن نقطع الشهر السادس على إنتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، تحفظت على كتابة مشاعري وسرد تشظياتي في بداية تداعيات الجائحة، وكأني أمنح نفسي الوقت لإستيعاب ما يجري معنا وما يجري حول العالم، وخاصة ونحن نراقب الإحصائيات وتداعيات انتشار الفيروس بشكل يومي ومدى تأثيره على مجمل مفاصل حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، ولا سيما السياسية.

كنتُ متماسكة إلى حد ما، بالرغم من طيّات القلق التي ترتفع في صدري كل يوم، أراقب بتوجس وعيناي على والدتي.. تلك المسنة التي وجدتها تذوب كالشمعة مع تصاعد وتيرة الخوف والقلق في داخلها، إلى أن حدث ما لم يكن متوقعاً، فقبل 10 أيام من حلول شهر رمضان، سقطت والدتي إثر جلطة مفاجئة في الرأس والساق، بعد سماعها لآخر إحصائية للإصابات بفيروس كورونا عبر المذياع!

إنه الخوف حينما يتمّلك الفرد، فلا يعود ثمة لكلمات الإطمئنان صدى أو تأثير في الذات الخائفة، وخاصة ممن يخشون المرض، والمصابون بوسواس قهري يضخم لهم الأمور لتبدو على غير حقيقتها.


الحزن في زمن كورونا لربما يجعلنا نتجاوز مطباتنا ونتغلب عليها سريعاً، لمواصلة الحياة وعمل ما هو مطلوب منا في هذه الظروف الاستثنائية، والتفكير بواقعية أكثر والعمل على حماية أنفسنا ومساعدة الآخرين وقلوبنا كلها أمل بأننا سنتجاوز الأزمة لا محالة.


ربما غلبتني هشاشتي في بداية وعكتها، ولكن وبفضل مؤازرة الصديقات والأحبة وتفقدهم اليومي لي عن بُعد، وبفضل الرعاية الصحية المتكاملة التي تتلاقها يومياً، تتحسن حالتها يوماً بعد يوم، فبدأت أستعيد صلابتي واستشعر النِعم الجليلة التي نُمنى بها في هذا الوطن الأغر، وأحمد الله عليها في كل حين.