الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أين هدفك النبيل العظيم؟



كما نعلم جميعاً أن موضوعاً مثل السعادة كثيراً ما يطرح للنقاش والتداول، وتبعاً لذلك يحدث خلط واختلاف واضح في تعريفها وحضورها وغيابها، البعض يربطها بالقدرة المالية وتوافر الماديات، وآخرون يقولون إنها في الجوانب الروحية، وهناك من له رأي بأنها تكمن في الراحة النفسية والتخلص من التعاملات مع الناس، وهكذا تتعدد وجهات النظر بدون أن يملك أي رأي الحقيقة الواضحة والصريحة. من المؤكد أننا جميعاً قرأنا الكثير من النظريات في هذا السياق، ومن البديهي أن تحظى قيمة حياتية ثمينة مثل السعادة بكل هذه الآراء والأصوات التي تدعي أنها تفهمها وتبشر بها، فالسعادة مطلب وغاية، لهذا فإنني أعتبرها عامة، بمعنى أن لها خاصية شاملة لا تقف عند جانب واحد وحسب، فما قد يجلب السعادة لك قد يكون للآخر سبب للتعاسة والبؤس، لذا فهي ليست منوطة بسبب واحد أو بعامل حياتي إن توافر حضرت السعادة، إنما هي ذات خصائص متعددة وأسباب متنوعة. بين يدي كتاب حمل عنوان قصة حياتي العجيبة، مؤلفته الناشطة الراحل هيلين كيلر، التي فقدت نعمتَي السمع والبصر في وقت مبكر من طفولتها، عندما تقرأ هذا الكتاب الملهم تجد أنها تتحدث عن السعادة، ورغم المرارة والألم والمرض الذي مر بها إلا أنها نجحت في ممارسة حياتها حتى بات العالم يعتبرها مثالاً ناصحاً للتحدي والصبر، وصارت قصتها أيقونة في العالم عندما يمتلئ بالهم والحزن، هي لم تكن سعيدة، بل تجاوزت السعادة إلى بثها في قلوب الناس والتأثير فيهم بشكل إيجابي، في إحدى كلماتها الملهمة قالت: «كثير من الناس لديهم فكرة خاطئة عن السعادة. لن تتحقق من خلال تلبية الرغبات، ولكن بالتضحية من أجل هدف نبيل». أعتقد أن هذا هو الذي مارسته وعملته هذه الناشطة والملهمة طوال حياتها، وهو بث روح التحدي والإصرار والفرحة في قلوب الناس، وما زال أثرها وفعلها مستمراً حتى اليوم. لنسعد بما بين أيدينا، ولنكن مستبشرين يغمرنا التفاؤل والصبر والعزيمة، فالحياة ألوان متعددة، لوّن يومك وأوقاتك بالبشر والخير، وضع هدفاً رئيسياً نبيلاً يستهدف خدمة مجتمعك.