الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

فرسان التسامح.. الواجب الشخصي على الجميع

عند متابعتنا لمختلف أنواع الأخبار ومستجدات الأحداث، خاصة على الصعيد المحلي، نستطيع أن نلمس بعض الأخبار الرنانة في مضمونها حتى لو كانت عناوينها غير صارخة بالعرف الصحفي.

الفارق كبير جداً بين جاذبية العناوين ودسامة الخبر وأبعاده وعمق تأثيراته وامتداداته.

«50 شاباً عربياً يتدربون على نشر التسامح عبر منصات التواصل» ليس عنواناً صاخباً يشعل فتيل الفضول في القارئ ليهرع لقراءة عدة أسطر سريعاً فيكتشف أن العنوان هو أهم ما في القصة! بل هو خبر يضع «تحصين الأجيال الجديدة ضد التعصب والكراهية» أمام الرأي العام بكل عبقرية وحنكة، استشرافاً للمستقبل وإحساساً بمسؤولية إدارة مخاطره وتحدياته وأمراضه والاستعداد المبكر لها.

الخبر يتحدث عن مشاركة 50 شاباً من الإمارات ومختلف الدول العربية في دورة تدريبية متخصصة عبر الاتصال المرئي لخريجي برنامج فرسان التسامح، التي نظمتها وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع فيس بوك وإنستغرام للخريجين ليكونوا سفراء للتسامح على منصات التواصل الاجتماعي. ركّزت الدورة على تعزيز أفضل الممارسات في استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر قيم ومفاهيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وكيفية الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز الرسائل في المجتمعات، وإتقان الأدوات والمميزات الموجودة لدى كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي، وتعلم أفضل الممارسات لزيادة تواجدهم على هذه المنصات الاجتماعية، وممارسات السلامة للحفاظ على حماية حساباتهم الشخصية.

تصريح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عن الحدث أشار مضمونه إلى إن رسالة الوزارة تركز على دعم قيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، ومواجهة التعصب والتطرف بأشكاله كافة، محلياً وإقليمياً ودولياً، لذا تعمل دائماً على الاستفادة من إمكانات منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز القيم الإنسانية الراقية، ومن أبرزها التسامح والتعايش.

عزيزي القارئ هل تجد الخبر هادئاً؟ أمعن النظر.. المثقفون الحقيقيون يعلمون حرارة القضية القابعة بين السطور والتي يتم التعامل مبكراً معها.. ومدى كارثيتها على الأجيال القادمة لو اعتبرناها «قضية عادية».

إن «سفير التسامح» هو لقب شخصي يجب أن يحمله كل شخص فينا ويعتبره واجباً شخصياً يمسه هو أولاً قبل أي أحد أو كيان آخر. وهو واجب ليس بسهل، يحتاج منك مجهوداً فكرياً كبيراً لتفهم خطر التطرف والتعصب على الكوكب. ابدأ الآن.. فوراً.