«مسبار الأمل».. عودة العصر الذهبي

ضمن رؤية واضحة تهدف إلى تطوير قطاع الفضاء الوطني، وإعداد القادة المؤهلين في هذا الجانب في بيئة تشجّع على البحث والابتكار، وتحت إشراف وكالة الإمارات للفضاء ـ أنشئت عام 2014 ـ وبتطوير مركز محمد بن راشد للفضاء ـ أنشئ عام 2009 ـ، تظهر بشائر إطلاق «مسبار الأمل» الذي يُعد خطوة غير مسبوقة في التاريخ العربي الإسلامي، وبذلك تُنَصب الإمارات نفسها كواحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف كوكب المريخ.
ونحن إذْ نرصد إنجازات دولتنا التي لم يتجاوز عمرها 50 عاماً بعد، نرى أنها حققت ما لم تحققه دول كثيرة بإمكانات أعلى، لكن الشغف والعمل الدؤوب لأجل صنع تغيير حقيقي ومستدام، ليس على المستوى العربي فحسب، بل المستوى العالمي أيضاً، هو ما يجعل من دولة الإمارات نموذجاً تمتزج فيه الأصالة والحداثة بتناغم قل نظيره في التاريخ، بفضل قيادة سبقت عصرها في الرؤية والتطلّعات، وتمكينها لذوي المواهب والمهارات العالية لاستكمال هذا النهج التقدمي، الذي نأمل أن يستمر بثبات وحزم لأجيال المستقبل.
الإمارات بمسيرتها المشرفة وإنجازاتها التي تتوجها مؤخراً بإطلاق «مسبار الأمل»، تعيد إلينا أمجاد العصر الذهبي للعلماء المسلمين، الذين أفنوا حياتهم في العلم والبحث والاستكشاف، وأشعلوا للعالم قبساً من نور، ما لبث أن انطفأ جراء نزاعات الطوائف والأحزاب في أوطاننا العربية المتفرّقة، التي كان يمكن أن تستكمل مسيرة النابغين الأولين، لكنهم قبعوا خارج الزمن، حتى جاءت دولة فتية أضاءت الطريق، وأعطت درساً في التفاني والعمل المخلص، يُضرب به المثل في كل أصقاع المعمورة.