السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اليابان والإمارات.. وقوة الإرادة

أثر كورونا على كل القطاعات الاقتصادية في العالم بدون استثناء بصرف النظر عن حجمها، إلا قطاعات قليلة ينطبق عليها القول: «مصائب قوم عند قوم فوائد».. وقد يصل اليأس لبعض الكيانات على مستويات مختلفة بأنه لا يوجد حل ولا أمل للعودة مرة أخرى، ولكن دعونا نقف عند تجربتين عالميتين وفق ترتيبهما التاريخي، أولاهما: اليابان التي أجبرتها القنبلتان اللتان رمتهما أمريكا سنة 1945 على هيروشيما وناجازاكي على الاستسلام والموافقة على شروط المنتصرين، ما جعلها تبدأ من الصفر.

لم يتوقع أحد في يوم من الأيام أن ترجع اليابان بعد استسلامها وخلال عقود بسيطة، لتكون أحد عمالقة الاقتصاد والصناعة في العالم، ولكن الإنسان الياباني قَبِلَ التحدي وانتقم لهزيمته بطريقة راقية بعيداً عن الدماء، وجعل حتى الأعداء يعترفون بنصره في معركة التطور والتقدم في كل المجالات، كما أن السياسة اليابانية سواء برغبتها أو نتيجة شروط الهزيمة التي قبلتها بألا تكون دولة عسكرية خارج حدودها، أتاحت الفرصة للتفرغ للصناعات المختلفة، ولا سيما أن الحروب مكلفة في حالتي الخسارة والنصر.

والتجربة العالمية الثانية من حيث التسلسل الزمني في عصرنا الحديث، هي: تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لم تكن هناك دولة بهذا الاسم على الخريطة العالمية قبل تاريخ 2 ديسمبر 1971، ولكن جاءها رجل حكيم اسمه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فوحّد 7 إمارات في دولة واحدة، وخلال عقود بسيطة وضعت لنفسها معادلة قوية ومتميزة فيما يشهده العالم من تطورات.

إن الكاتب يحسُّ برهبة القلم عندما يتناول إنجازات هذه الدولة التي لم تُكمل 50 سنة، فقد يتناول إنجازاً ويغفل إنجازاً آخر، ذلك أن أنجازات الإمارات لا حدود لها، فهذه الدولة التي بدأت من الصفر أصبحت قدوة ومعياراً ومقياساً لما يجب أن تكون عليه الدولة الحديثة من تطور في كل المجالات بدون استثناء، كما تتميز بشخصية حكومية منفردة كحكومة إنسانية، كما إنها دولة طموحها الإنساني والعلمي لا يتوقف حتى في علاقتها مع الفضاء.

من هنا نقول: على الشعوب والدول أن تتخذ من النموذجين الإماراتي والياباني مثالين يحتذى بهما، فمهما فعل كورونا أو أية أزمة باقتصاداتها، فإنه يمكن البدء من الصفر وتحويل المحنة لمنحة، إذا وجد قادة مخلصون، وعزيمة شعب مثابر.