الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إمارات.. «الأمل»

صبيحة يوم الاثنين الماضي (20 يوليو الجاري)، أطلقت دولة الإمارات الشقيقة مسباراً في أول مهمة عربية إلى المريخ، بهدف دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر، ورغم حداثة خبرة الإمارات في تصميم وتصنيع المركبات الفضائية، إلا أنها بعزيمة الأقوياء، وبروح التميز والريادة والطموح، وتأكيداً لثقافة «اللامستحيل» التي يؤمن بها الشعب الإماراتي، وتميز مسيرته التاريخية المليئة بالتحديات، وتفعيلاً لإرادة قادته في جعل الدولة نموذجاً يحتذى به عربياً وعالمياً، ها هي تحاول خوض تجربة جديدة نجحت فيها بعض الدول فقط.

ولأن الإمارات لم ترغب في تكرار ما قام به الآخرون، فقد اختارت أن يقوم قمرها الاصطناعي بدراسة كيفية تحرك الطاقة عبر الغلاف الجوي للمريخ من الأسفل إلى الأعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع مواسم السنة، وسيتتبع الغبار العلوي على المريخ والذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي.

مسبار «الأمل»، هذا الإنجاز العلمي الذي يمثل ثمرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والذي من المتوقع أن تبلغ رحلته 500 مليون كيلومتر وأن تصل الروبوتات الآلية في فبراير 2021؛ وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى الـ50 لتأسيس دولة الإمارات؛ يحمل ليس فقط طموحها، ولكن أيضاً طموح كل العرب نحو استكشاف الفضاء الخارجي إلى مستويات علمية غير مسبوقة، وتعزيز المعرفة الإنسانية في هذا المجال، وإعلاء راية العرب واستحضار أمجادهم السابقة.


مسبار «الأمل».. رسالة إلهام وفخر للأمة العربية ككل، وهو محاولة ـ نتمنى جميعاً أن تتكلل بالنجاح ـ تعزز صورة الإمارات وحضورها في المجتمع الدولي كدولة الإنجازات.


دولة تسعى لتسخير كل إمكاناتها السياسية والمادية والاقتصادية والجغرافية والإنسانية والثقافية والمعرفية من أجل تشييد تجربة عربية ودولية استثنائية، وصناعة هوية علمية متميزة، وبناء قصة نجاح ملهمة، تؤمن بالعلم والعلماء، والنمو والتطور والتنمية، والتفكير من خارج الصندوق من أجل أن تكون متربعة على عرش التميز والإنجاز في شتى المجالات، ومن أجل إحداث تحولات إيجابية تخدم الإنسان والإنسانية.

منذ تأسيسها، راهنت الإمارات على الاستثمار في بناء الإنسان ونجحت بامتياز، واليوم تراهن على العلوم والتكنولوجيا وصناعة الريادة من أجل مستقبل يليق بها وبشعبها، وسوف تنجح.

ولم يكن لكل ذلك أن يتحقق لولا إرادة سياسية قوية وفاعلة تعرف جيداً الهدف الذي تنشد الوصول إليه.. فهنيئاً لدولة لا تعرف المستحيل.