السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

من الأقرب إلينا.. ومن الأبعد؟

الدائرة المحيطة بنا تتسع بمرور السنين، وكلما اتسعت أكثر، تغيرنا أكثر.. في طفولتنا نعيش داخل منزل العائلة، نرتبط في بادئ الأمر بأمهاتنا وآبائنا، ثم بأشقائنا وشقيقاتنا.. ثم بالأهل المقربين، والجيران ثم برفاق الحي، وزملاء الدراسة.

كل فرد من هؤلاء يترك فينا أثراً، لا يتحدد بطول المعايشة، وإنما بعمق العلاقة، وما يملكه الآخر من علم وفكر وخبرة، ويحدث كثيراً أن يترك فينا صديق أو زميل دراسة أثراً أعمق من الأثر التي يتركه أخ شقيق، أو ابن عم، أو أحد أقرب الأقرباء!

أكثر ما يجعل الآخرين مؤثرين في حياتنا هي المواقف التي تجمعنا بهم، فكلما كانت هذه المواقف أصعب وغير عادية، كان أثرها راسخاً وشديد الوطأة على نفوسنا.


لذلك أصدقاء المقاهي لا يؤثرون فينا كثيراً، لأن المواقف التي تجمعنا بهم عادية جداً، ومكررة، على العكس من رفاق الغربة والدراسة والسفر رغم محدودية الفترة التي نقضيها معهم، إلا أن أثرهم فينا يستمر سنين طويلة، وقد لا يمحى إلى الأبد.


هل فكرت يوماً عزيزي القارئ بعلاقتك مع المحيطين بك؟.. سؤال يبدو مفاجئاً، وغريباً نوعاً ما.. لكن إجابته من شأنها أن تكشف لك حقيقة مهمة قد لا تكون مستعداً من الناحية النفسية لتقبلها، وهي أن البعد والقرب لا تحددهما المسافات، ولا صلات القرابة.. بقدر ما يحددهما الدور الذي يلعبه كل طرف في حياتك، والأثر الذي يتركه فيها.