الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لاعب النُخبة.. الوقاية والنهاية

إن انتشار جائحه كورونا جعل الدول جميعها تتخذ تدابير احترازية استثنائية، ومؤثرة في كثير من جوانب الحياة، ومنها إلغاء الأنشطة الرياضية، فمثلاً ألغيت الدورة الأولمبية، وبطولة الأمم الأوروبية، وكوبا أمريكا، وعٌلقت البطولات والدوريات الوطنية على أهميتها في أمر لم يحدث قط منذ الحرب العالمية الثانية.

إن الحجر الصحي، وظروف التباعد الاجتماعي المفروض تبعاً للبروتوكولات الاحترازية الصحية خلال الأشهر الماضية، وصغر سن الرياضيين وعدم معاناتهم من أمراض مزمنة، كضغط وسكري والسمنة قللت كثيراً من خطر الإصابة بكوفيد-19، لأن نسبة بسيطة منهم تعاني من مشكلات في الجهاز التنفسي، ويُنسب إلى بعض الدارسات الطبية الإسبانية أن 16% من اللاعبين استطاعوا تكوين أجسام مضادة للفيروس مقابل 5.2% لبقية أفراد المجتمع.

وقد كان للحجر المنزلي خلل، هو دفع اللاعبين المحترفين إلى التدريب المنزلي باتباع خطط وتوصيات من الطاقم الفني والطبي في فرقهم الرياضية، إذ يقول رئيس القسم الطبي في نادى برشلونة: «إن التدريب في البيت يختلف اختلافاً كلياً عن التدريب في الملاعب المفتوحة، وخاصة من الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية»، وإن هذه الأخيرة لها علاقة مباشرة بأعضاء الإنسان، ومنها الأعصاب والعضلات والمخ، وبعد فترة قصيرة من التدريبات في المنزل تحدث ظاهرة تُعرف علمياً بالإقصاء، حيث يقلل الجسم من الاستجابة الوظيفية، يرافقه انخفاض حاد في نسبة امتصاص الأكسجين ما بين 4 و15%، وكذا تباطؤ الحد الأقصى لضربات القلب، وهذا ما يٌقلص كمية الأكسجين التي تصل إلى العضلات، إضافة إلى انخفاض في بلازما الدم بنسبة 5 - 12%، ما يقلل الكتلة العضلية في مقابل زيادة في الدهون.


إن هذه المعطيات قد تزيد بدرجة عالية من خطر الإصابة، إذا لم تكن هنالك خطط تدريبية علمية، مدروسة طبياً، يرافقها برنامج غذائي منتقى بعناية للاّعبين.


إن إحصاءات الدوري الألماني تشير إلى زيادة خطر الإصابة بالفيروس القاتل بعد فترة التوقف من 0.27 إصابة لكل مباراة إلى 0.88 حالة، أي تضاعفت الإصابات حوالي 4 مرات، وقد تكون النسبة أكبر لو لم يرفع الاتحاد الدولي عدد التبديلات في المباراة من 3 إلى 5 تبديلات في المباراة، و6 تبديلات في المباريات الإقصائية.

لذا، فقبل العودة إلى الملاعب، يجب الحرص على الفحوصات الطبية السريرية الشاملة، وهنا لا بد أن يدرك ويتيقن لاعب النُخبة أن الوقاية مطلوبة، وأن الإصابة قد لا تقتل ولكن مضاعفات خطيرة قد تصيبه، وتخفض قيمته السوقية بشكل كبير.