الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

انتبه إنه لا يلعب!

البعض من الآباء والأمهات، وبحسن نية يقررون ترك العنان لأطفالهم في سنواتهم الأولى بحجة أنهم في مرحلة لا يمكن تعليمهم لصغر سنهم، وأتفق في منح مساحة للطفل للعب والعفوية دون الضغط عليه، لكن يجب الوعي بأن هذا الطفل وهو في لعبه يستقبل ويعي ويفهم، فهو في مرحلة تكوين الشخصية واكتساب الثقافة، وهنا يجب أن ندرك أهمية المرحلة التي يعيشها، والتي تعتبر مرحلة ذهبية في تشكيل وعيه ومعرفته ونموه النفسي والثقافي، فهي المرحلة التي يمكن لذهنه الانفتاح والتوجه نحو الذكاء والمهارة والثقة. في كتاب حمل عنوان: حاجات الطفل للنفس والبدن. من تأليف الدكتور عبدالفتاح مصطفى غنيمة، جاء فيه: «الدراسات في التربية وعلم النفس والطب توصلت إلى أن الأعوام الخمسة الأولى من حياة الطفل تظهر نصف قابلية التحول الذهني في الإنسان، بمعنى أنه يمكن التأثير في الطفل لتحسين نمو ذكائه في هذه الفترة أكثر من غيرها من فترات أو مراحل الطفولة اللاحقة، وتدل الدراسات أيضاً على أن أكثر من 70% من الشخصية العامة تتحدد معالمها في السنين الخمس الأولى، وأن 90% مما يسمى عالم اللاشعور عند الإنسان يتكون ويتحدد خلال هذه الفترة». من هنا ندرك أهمية الأعوام الأولى من حياة الطفل، خلال هذه الفترة الزمنية يمكننا التأثير على هذا الطفل بشكل إيجابي بمنحه القدوة والمثل العليا بطريقة مبسطة وعفوية تتناسب مع عمره الصغير، يمكن أن يسمع كلمات التشجيع والإشادة على أفكاره المتواضعة وأن يتم مكافأته على منجزاته البسيطة، هذه الطريقة ستعزز لديه الشعور بالثقة بالنفس وأيضاً تجعل نموه طبيعياً دون عقد أو حسابات ومخاوف. طفلك الذي تراه لا يفهم أو أنه صغير يملك عقلاً وظيفته الفهم وتخزين المعلومات بقدرات عالية، هذا الطفل يشكل هويته ويضع أولوياته ويدون رؤيته ومفاهيمه عن الحياة؛ يجب علينا جميعاً الوعي والفهم بالطرق السليمة للتعامل معه. لا تهمل هذه المرحلة العمرية، ولا تعتبرها مرحلة عدم فهم ولاوعي.