الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عندما تكون بيئة العمل «مسمومة»

تواجه مُقدِّمة البرامج الأمريكية الشهيرة «إيلين ديجينرز» أزمة كبيرة في الأسابيع الماضية هدَّدت وجودها في برنامجها الذي تُقدّمه منذ 18 عاماً، ونجمة الإعلام هذه ليست استثناء، فالأزمات عصفت بالكثيرين من النجوم والمشاهير سواءً لأخطاء اقترفوها أم بسبب نزاعات وتصفية حسابات بين أطرافٍ وأخرى.

ما يعنيني في القصة هو سبب الأزمة نفسها، فبحسب «ديلي ميل» فقد وُجِّهَت لـ«إيلين» اتهامات بنشر بيئة مسمومة بين فريق عمل إنتاج برنامجها، لتعاملها معهم بدكتاتورية! وقد أدى التحقيق حتى الآن لفصل 3 منتجين في برنامجها الشهير! من ناحيتها فقد اتسمت تصريحاتها بالدبلوماسية وخطاب الاعتذار والرغبة في معرفة الحقيقة، لكن زخم الهجوم الإعلامي كان أقوى من أية تبريرات! فمجرد وجود اتهامات جدية تحمل صفة التنمر وظروف العمل غير العادلة وغير اللائقة ضمن برنامج عالميّ شهير، يكفي لإشعال وسائل الإعلام لفترةٍ طويلة.

دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دوماً في ريادة الدول المهتمة برفع مستوى الرضا عن جميع الخدمات مروراً بتفوّق خدماتها الحكومية على أغلب معايير القطاع الخاص، وصولاً لاستبدالها معيار «الرضا» بمعيارٍ ذي رتبةٍ وزاريةٍ رفيعة، وهو «السعادة». وقد انتشر هذا المفهوم بشكلٍ رسميٍ وشعبيّ بسرعةٍ كبيرة في المجتمع الإماراتي ومجريات الحياة العامة في كل أرجاء الدولة، وهذا العامل من أبرز العوامل الذي جعلتها البلد المفضّل للعمل والعيش لدى الكثيرين من وافدي الجنسيات الأخرى.

لكن من واجبنا التنويه على أهمية التهمة ونوعها في القصة السابقة، فهناك العديد من المسؤولين ذوي العقلية التقليدية في إدارة فرق العمل، لا يأبهون لهذا النوع من الشكاوى! بل يدرجونها ضمن قائمة التذمّر المكشوف الذي يقوم به الموظفون للتغطية على تقصيرهم! بيئة العمل المسمومة خطر حقيقيّ وكبير وخطورتها تكمن في شفافيتها وصعوبة رؤيتها والجزم بوجودها بسهولة!

ببساطة ووضوح، بيئة العمل المسمومة لن تمنح أية إنتاجية سوى الإنتاجية الوهمية الضارة والمشاكل بمختلف أنواعها. باعتقادي أن المدير المُتقن لفنون الإدارة هو من لديه حدس ونظرة ثاقبان لكشف خطورة هذا السم وتقديم المصل المناسب في الوقت المناسب.