الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نريد أصواتاً علمية

يقدم العلماء الكثير من الدراسات والبحوث، ويخرجون بنتائج تبقى حبيسة للأروقة العلمية في الجامعات ومراكز البحث وعند الدارسين والمهتمين، لكن معظم الناس بعيدون عنها وبعيدون عن نتائجها لأنها علوم تخصصية وحتى إن قدمها العلماء ونشروها على الملأ فإن قلة من سيفهمها أو من هو مهتم بها، هذا سياق طبيعي ومعروف ولا جدال فيه. لكن هناك مجالات على درجة هامة جداً للمجتمع بأسره وتتقاطع مع هموم الناس وتطلعاتهم، وأجد أن على العلماء أن يقدموا بحوثهم ودراساتهم وأن تنشر نتائج ما يتوصلون له، خاصة في مجالات مثل علم الاجتماع وعلم النفس والتربية والتعليم ونحوها. هذه المجالات حيوية وعلى درجة عالية من الأهمية للجميع، لأنها تمس الناس دون استثناء. أدرك أن في كل علم تخصصات صعبة ومنهجية، وعلم النفس والاجتماع والتربية، جميعها ليست استثناء، لكن هناك مجالات وأقسام محددة يمكن فتح أقنيتها بشكل عام؛ في علم نفس الطفولة والمراهقة ونحوها من المجالات التي يمكن أن تتقاطع مع الناس وتساعدهم على فهم جوانب حيوية من النفس البشرية، الحال نفسه في مجال علم مثل علم الاجتماع الحيوي والهام، حيث يوجد فيه مجالات من المهم فهمها وأن تعرف أو على الأقل يكون هناك قطاع واسع من الناس تلقى معلومات عامة فيها، مثل التغير الاجتماعي والصحة المجتمعية وكيف يقاوم المجتمع الشائعات ويفهم ما يحيط به من تحديات وغيرها من المواضيع. الحال أكثر أهمية في مجال العلوم التربوية، التي تستند على دراسات في التعليم وتعليم الأطفال تحديداً وكيف تربيتهم، وكيف التعامل معهم في هذا العصر الذي يتوهج بالمعرفة والتكنولوجيا والمعلومات. كم أتمنى أن يتخلى أساتذة الجامعات عن الفئوية، ويبدؤون – كلٌ في تخصصه – في تبسيط العلوم ويقدمون بلغة سهلة أهم النتائج، ومواقع التواصل الاجتماعي في هذا السياق مفيدة وتخدم رسالتهم؛ مع الاحتفاء والتقدير للأصوات التي فعلاً أخذت على كاهلها هذه المهمة من الأطباء والعلماء، لكننا نتمنى رؤية المزيد من الأصوات العلمية في مجالات أكثر، أن نراها تتصدى للشائعات والأخطاء التي تنسج في قالب علمي.