الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الطفل المبتكر والتقليدي

بعضهم عندما يشاهدون لدى أطفالهم فضولاً، أو لديهم أسئلة كثيرة، يقمعون هذا السلوك الصادر من الطفل وكأنه ارتكب خطأ فادحاً، مع أن تساؤلات الطفل وفضوله، يعدُّها العلماء في مجالات علم النفس والتربية، أول مؤشرات الحس الابتكاري عند الطفل، وعندما يُقمعون ويُعاقَبون على هذا التفكير المتميز، فإنهم يستبدلون به آخر اعتيادياً معتمداً على ما يرونه دون تساؤلات ودون أي فضول، وهكذا نكون قد ساهمنا في إخراج عقول اعتيادية تقليدية، مع أنها تتمتع بالذكاء وكل مقومات الابتكار والموهبة. قد تحدث عملية قمع الابتكار لدى الطفل داخل منزله من الأم أو الأب أو الأقارب، وقد تقع في مدرسته خلال سنواته الدراسية الأولى، وليس بالضرورة أن يتم توجيه كلمات قاسية للجم الطفل وتفكيره الابتكاري، يكفي الاستهزاء أو التهكم أو وصفه بقلة الأدب عندما يسأل عن شيء ما أو عندما يهتم ويشده الفضول نحو أمر ما. في العادة تقع مثل هذه الممارسات ضد العقل الابتكاري عند الطفل، من أقرب الناس له بجهلٍ وعدم معرفة، لذا نسمع بين وقتٍ وآخر ونقرأ عن تنبيهاتٍ وتوصياتٍ وتأكيداتٍ من المختصين والعلماء في مجالات الطفولة تحثُّ على أهمية الوعي والمعرفة بالاحتياجات والمتطلبات للنمو العقلي لدى الطفل، وطالما سمعنا عن الدعوات للأمهات والآباء للدخول في دورات تثقيفية وتعليمية وتوعوية، عن تربية الطفل وكيف نساعده على النمو العقلي؟ وكيف ننمي مواهبه وقدراته الابتكارية والإبداعية؟ هي كلمة في هذا السياق لكل من لديه طفل في سنواته الأولى: توجَّهْ إلى القراءة وثقِّف نفسك في تربية الأطفال وطرق التعامل المُثلى معهم، هذه المعلومات ستمنحك الفائدة وتكون بمثابة الحل السحري خلال تعاملك وتربيتك لطفلك، والأهم أنك ستجد الإرشادات والتوجيهات العلمية الصحيحة والمُجرَّبة، عندها سينمو طفلك في جوٍّ من التشجيع والتعليم، بثقة ومهارة وعقل ذكي مبتكر كما تحب وتتمنى.