الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كثير من الحب.. قليل من التضحيات

كنتُ ولا أزال وسأبقى، كائناً منحازاً بشدة للعائلة، شكلاً ومضموناً، صورة الأب والأم والأبناء جنباً إلى جنب، تجمعهم طقوس عائلية وفق حياة «طبيعية» شبه هانئة، شبه مستقرة، لأني أعلم بأنه لا توجد حياة مثالية أوعائلة مثالية، ولكن هنالك حياة ممكنة وظروف يمكن التعايش معها لأجل اعتبارات عدة منها الأبناء، الفروع الممتدة التي يجب الحفاظ على دورة نموها وفق شروط سلامة الجذر المتمثل في الأبوين.

البشر يتفاوتون في درجة وعيهم، وشدة تحملهم وصبرهم أيضاً، والعلاقة الزوجية قد تعصف بها العديد من التحديات والهموم والإشكالات التي تعترض مسيرتها بين حين وآخر، وقد تصل إلى نقطة النهاية بينما كان بالإمكان الاستعانة، وبقليل من التروّي والحكمة إلى فاصلة توصل ما انقطع، لتكمل السفينة مسيرها بسلام.

كل امرأة، تعتقد بأنها «مظلومة»، ولم تنل حقها كاملاً من زوجها، وقدمت مصلحتها على مصلحة أبنائها، هي إمرأة أنانية بدرجة امتياز، لأني وصلت إلى قناعة تامة، بأن البيوت السعيدة أو«المستقرة»، لا تقوم على الرجال أبداً، بل تقوم وتدوم بالنساء القويات، الحكيمات، الصابرات، الواعيات «الحناين» اللائي يقاتلن بصمت وبجلادة ويتحملن الكثير، لأجل الحفاظ على كيان بيوتهن في ظل رجل يمكن التجاوز عن كثير من أخطائه، والتغاضى عن «نزواته» وشطحاته، وتقصيره في شؤونهن، لطالما وُجد ما هو أهم وأثمن ما يمكن أن يمنحه الخالق لزوجين وهو الأبناء!

لا عذر لأي امرأة، فرطت، في لحظة غباء وسوء تقدير بكيانها، وجعلته أنقاضاً وراءها دون أن يرف لها جفن أو قلب، ومضت في غيّها، لأنها لم تتمكن من امتلاك «مفاتيح» شريكها، وفهم خارطة دماغه ومزاجه، وبقيت مثشبثه بأفكارها، وتركت عيالها يتخبطون بينها وبين شريكها وكأنهم دُمى خشبية.. كائنات هشة، لا حول لهم ولا قوة!

البيوت، لكي تدوم، لا تحتاج الغدق المادي فقط، فالطبيعي أن تتقدم الطبقة المتوسطة في أي مجتمع، لكي تسمى بالمجتمعات المستقرة.. البيوت تعمر وتدوم، وتُزهر، وتثمر، بالكثير من الحب، والتسامح، والتغاضي، والقليل من التضحيات!