الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل تتفقون معي؟

ندرك الأهمية القصوى والملحة للأطباء والعاملين في القطاع الصحي، خاصة مع هذا الظرف الذي يمر بالعالم إثر فيروس كوفيد-19، وندرك الوظيفة الهامة والعظيمة التي يقوم بها المهندسون ودارسو العلوم العلمية من الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها من العلوم الحيوية الهامة. ونعرف الأثر البالغ لدارسي علوم الحاسب وأنظمة المعلومات والمشتغلين في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ومن يعمل في مجالات الاتصالات وتقنية التواصل ونحوها. لكن يغيب عن الكثير من الناس الأهمية البالغة والقصوى للعلوم الإنسانية وأثرها وقدرتها على وضع الحلول واستشراف المستقبل ووضع الخطط قريبة الأمد والبعيدة. مجالات مثل الجغرافيا والتاريخ والتربية وعلم الاجتماع وغيرها، مدارس علمية بالغة الأهمية ولها حضور في مختلف مفاصل حياتنا اليومية. علم مثل علم الاجتماع يسمى أبا العلوم، لأنه يضم بين جنباته عدة تخصصات وأقسام، مثل: علم الاجتماع الطبي، النفسي، الجنائي، السلوكي، الصناعي، القانوني، الديني، الرياضي...إلخ. وكما هو واضح يتقاطع مع معظم العلوم، لذا تأثيره بالغ ويفترض أن يكون حضوره واضحاً في مختلف تفاصيل حياتنا، ولعل السؤال الذي يمكن أن يطرح في هذا السياق كيف يمكن أن يحضر مثل هذا العلم؟ وأقول من خلال البحوث والدراسات، من خلال مسايرة المجتمعات في نهوضها وتقدمها، من خلال رصد التغييرات العامة والخاصة، من خلال التنبؤ بالمستقبل وفق البحوث والاستقصاء والدراسة؛ دوماً نسمع بنتائج عن دراسات من جامعات وكليات أجنبية، لكن قلما نسمع عن دراسة بحثية عميقة نشرت عن جامعة عربية، تناولت واقع المجتمع والضغوط التي يعانيها وتعالج المشاكل وتضع حلول. من هنا ينبع تساؤل أين هم علماء العلوم الاجتماعية تحديداً؟ أين الدارسون والمشتغلون في هذا المجال؟ خاصة ونحن نرى أن لدينا الكثير من المواضيع والقضايا التي تحتاج للرأي العلمي الذي يقوم على الدراسة والتدقيق والبحث؛ هل تتفقون معي أن هناك غياباً لهذا العلم عن التفاعل والحضور المجتمعي؟