الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إنها فرصة الإمارات للانتقال لمستقبل «التعليم الشخصي»

لفتت انتباهي دعوة حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، للمجتمع التربوي وأولياء أمور الطلبة والمهتمين بالعملية التعليمية في الدولة، لطرح الانطباعات الأولية عن سير الدراسة بغرض التحسين والتطوير ومساعدة الوزارة على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الطلبة، من خلال تغريدته التي قال فيها: بعد مرور أسبوع على بدء الدراسة بشقّيها التعليم الاعتيادي بالمدرسة والتعليم عن بعد، ندعوكم جميعاً لمشاركتنا انطباعاتكم الأولية عن سير الدراسة، لتشكّل لنا عوناً على التحسين والتطوير، كلنا شركاء في المسؤولية، واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة أبنائنا الطلبة.

الرأي العام خاصة لأولياء الأمور، جاء منحازاً تماماً للتعليم عن بعد منسجماً مع خطورة العودة للمدارس بسبب ضعف الوعي عند صغار السن وصعوبة التزامهم بالإجراءات الاحترازية، أما التعليم الهجين فمشاكله كبيرة ومتعددة وبشكل عام كان سبباً في التشتت سواء للمدرسين أو الطلبة أو القائمين على العملية التعليمية من الأساس.

الوزير والمسؤولون عن ملف التعليم يدركون جيداً حساسية المرحلة وجدّية التحديات وأولويات مجتمع أولياء الأمور، فالصحة والسلامة قبل أي مكتسبات أخرى. وهذه النقطة التي يرى الأغلبية فيها مشكلة عويصة أرى فيها فرصة تاريخية قد لا تتكرر! فالانتقال للمستقبل في الظروف العادية سيواجه مقاومة كبيرة من أغلب شرائح المجتمع، لكن الظروف الاستثنائية تفرض هيكلها وأطروحاتها وفرصها أيضاً!

لطالما كانت الدولة صديقة للمستقبل، ومستقبل التعليم مرتبط بمفهوم «التعليم الشخصي» الذي سنجده أمامنا واقعاً مُعاشاً يوماً ما! لماذا لا نستدعيه الآن؟ كل مقوّمات البنية التقنية التحتية والمعرفية والوعي التقني للطلبة وأولياء الأمور، موجودة في الدولة! فماذا ننتظر؟ هناك ثغرة واضحة في الوقت وفي الرؤية الأمثل لاستكمال الدراسة مع التكيّف مع الأزمة العالمية!

لقد خصّصت وزارة التعليم التابعة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مبلغ 500 مليون دولار لبرامج التعليم الشخصي في 68 مدرسة تغطي ما يقارب نصف مليون طالب في 13 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا. كما تقدّر الجمعية العلمية The International Association for K - 12 Online Learning أن ما يقارب 10% من المدارس الأمريكية الحكومية تبنّت بعض أشكال التعليم الشخصي، وقد اعتبرت وزيرة التعليم «بيتسي ديبفوس» أن التعليم الشخصيّ جزء من دفعة أكبر نحو التطور في الخيارات المدرسية.

أعتقد أنه الوقت المناسب.. وإلا.. متى؟