الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لا تتعايش معها

جميعنا بطريقة أو أخرى ننشد النجاح ونسعى لتحقيق التفوق والتميز، وهذا حق للجميع ومشاع، لكن هناك البعض من الموانع أو الصعوبات التي تعوق تقدمنا وتمنع البعض من حصد قيمة من قيم النجاح تعبوا من أجل تحقيقها، وهي عدم الثقة بالنفس والشعور بالنقص. كما هو معروف، فإن أول خطوات النجاح تبدأ من الإرادة والعلم، والعقل يوجه ويقود لتحقيق هذا التفرد، وتبقى القدرات والمواهب والمعرفة عوامل حيوية مساعدة، لكن السؤال الحقيقي عن مدى الاستعداد للمنافحة والمقاومة والعمل بقوة ودقة لتحقيق هذه الغاية.

البعض يتورط في غمر نفسه بالجوانب السلبية، بإحباط قوة الاندفاع لديه، بتغطية كيانه وعقله بالمشاعر السلبية المحملة بالنقص والقصور، وهي مشاعر لن توصل أي إنسان طموح متوثب مستعد للمستقبل بعيداً.

مع الأسف مشاعر النقص أو ما يتلبس بالنفس من أحاسيس بالقصور وتدني العزيمة وعدم المقدرة، هي مشاعر منتشرة بين الكثير من الناس، هي ليست محصورة بفئة قليلة هنا أو هناك، بل تكاد تكون عامة، لكن المشكلة الأعظم أن الذين يعانون منها تعايشوا معها، فلا يسعون لعلاجها ولا للتخلص منها، وهو ما يعني الاستمرار في هذا الماء الآسن الراكد الذي يعوق التقدم والفوز والنجاح.



مشاعر النقص التي تعتري النفس وتسيطر على العقل وتحد من قوته ومن التفكير الإبداعي والتميز، لها أسباب متنوعة، لعل من أهمها تلك التي بدأت منذ سن صغيرة، مثل المبالغة في الحماية من الأبوين، أو التعرض للتنمر من الأقران أو نتيجة لخطأ خلال العلمية التربوية من المعلم ترتب عليه أذى نفسي لدى الطفل. التردد وعدم الثقة بالنفس والشعور بالنقص، جميعها ردة فعل، لا تولد معنا وإنما اكتسبنها بسبب موقف مر أو ممارسات خاطئة تعرضنا لها. لذا علينا الوعي، فإن كنا نعاني من مثل هذه المشاعر فلنسارع بعلاجها لأنها تحد من تفوقك ونجاحك، وفي اللحظة نفسها لنحذر من تحطيم مشاعر أطفالنا والتسبب لهم بعدم الثقة بقدراتهم ومواهبهم.