الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

حتى لا يجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين

تعيش القيادة الفلسطينية حالة انفصام غريبة جداً فهي تلوم الجميع! وتهاجم الجميع، وهي ضد الجميع! لا يعجبها دعم مصر ولا تعجبها مواقف السعودية ولا تعجبها سياسات أمريكا ولا تحركات أوروبا! ثم تشتكي وتقول لا أحد معنا والجميع ضدنا! والحقيقة أن الجميع مع فلسطين وقضيتها.. لكن هذه القيادة تريد أن يدور العالم بأسره في فلكها، وإن كان هذا الفلك مضطرباً ويسير في الاتجاه الخاطئ.

لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية تخسر فلسطين تعاطف العرب في اجتماع وزراء الخارجية الذي عُقد يوم الأربعاء 9-9-2020، فلم تقف معها أي دولة.. في حالة فريدة ومؤسفة يجب أن تتوقف أمامها القيادة الفلسطينية طويلاً، وألا تكتفي بتكرار «الأسطوانة المشروخة» بأن أمريكا تضغط على العرب، وأن قرارهم ليس بأيديهم! فلن يقبل أحد هذا الاتهام من فلسطين ولا غيرها، فالعرب لهم قرارهم ولهم قناعاتهم.

أما وضع القضية الفلسطينية، فيحتاج شجاعة من القيادة الفلسطينية كي تواجه الحقيقة وتعترف بأخطائها.

في اجتماع الدورة الاعتيادية لوزراء الخارجية العرب كان الاتفاق بين المجتمعين حول البيان الختامي قد تم قبل عقد الاجتماع، إلا أن وزير الخارجية الفلسطينية لم يلتزم بالاتفاق، ما صدم المجتمعين جميعاً، ولأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية، لم تدعم أي دولة عربية كلمة وزير الخارجية الفلسطينية، والسبب هو أن العرب حضروا الاجتماع باتفاق، والفلسطينيين أخلّوا بالاتفاق، على الرغم من أن العرب حصلوا على تأكيد بموافقة مسبقة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. بصفته رئيساً للدورة الحالية للاجتماع، ورفَض الوزير الفلسطيني، لأكثر من 3 ساعات، قراءة مسودة البيان الختامي، التي عملت عليها 6 دول وباقي الدول كانت تنتظر الاطلاع عليها، وخلَط بين دوره كوزير لخارجية فلسطين ورئيس للاجتماع.. وكل ذلك بسبب أنه كان يريد إضافة عبارات الشجب والإدانة ضد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي! الأمر الذي لم يكن يريده الجميع لأننا تجاوزنا هذه المرحلة في خطابنا السياسي.

هل يعرف الشعب الفلسطيني أنه، لأول مرة، لا أحد يقف مع فلسطين؟.. ولأول مرة يعلَّق اجتماع الوزراء، ليصبح البيان الختامي معلَّقاً أيضاً؟.. وربما يدرك العقلاء في فلسطين حقيقة الأمر، وهي أن القضية الفلسطينية هي التي أصبحت معلقة لدى العرب وليس شيئاً آخر!

أخيراً وبعد هذا التطور الخطير، على القيادة الفلسطينية أن تعمل بشكل أكبر وأقرب مع العرب، حتى لا تجد نفسها وحيدة.. ويجب أن تكون لديها ثقة في الدول العربية، والأهم قبل ذلك يجب أن تكون هناك ثقة واتفاق بين الفصائل الفلسطينية، فمن الواضح أن هناك انقساماً وخلافاً وعدم توافق ينعكس بشكل مباشر على فرص السلام وحل القضية.