الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لنمنحهم مساحة من الحرية والحركة!

يقول المختصون من العلماء والتربويين ودارسي علم الطفولة، إن الطفل يولد ولديه قدرة عالية من الوعي، بمعنى أنه ليس جاهلاً، بل هو واع وقادر على التفكير وجمع المعلومات وحفظها ثم توظيفها لتنمية قدراته ومواهبه والتعلم، وبالتالي يعتبر الطفل لديه غريزة أساسية ورئيسية وهي الابتكار والسعي نحو المعرفة، لكن هذه الغريزة مع تقدمه في العمر ونموه وأمام القيود التي توضع أمامه، إما بسبب الخوف عليه أو تحت حجج الحد من شقاوته أو بسبب محاولة تعليمه معارف ومعلومات محددة، هذه جميعها تحد من قدراته الفطرية وتسبب تنازلاً وهبوطاً فيها بشكل تدريجي، لكن الطفل لديه قدرات فطرية في السعي نحو المعرفة والتعلم، ولديه القدرة على الابتكار والتفكير في الحلول والتطوير. عندما تجد طفلك يتحدث بعفوية ويعبر عن كل شيء بسهولة ودون خوف ادعمه وشجعه لأن هذا مؤشر على أن لديه قدرات الابتكار التعبيري، لا تهمل الرسوم التي يشكلها، ولا تتجاهل كلماته ووجهات نظره في السائد من الوقائع التي تحدث أمامه. ولنتذكر أن الحقيقة العلمية التي تتكرر دائماً مفادها أن الابتكار لا يتعلق بالوراثة أو لا صلة بينه وبين الآباء والأمهات، فمعظم من عرفوا في العالم بأنهم مبتكرون لم يكونوا من آباء أو أمهات متميزين بالمهارة الابتكارية، لكنهم تمكنوا من بناء قدراتهم العقلية وتنمية مواهبهم الابتكارية بأنفسهم، ساعدهم محيط اجتماعي مشجع وداعم. هناك دراسات تحدثت عن أطفال كانوا يتميزون بشدة الذكاء والنبوغ، فقدوا هذه الميزة عندما كبروا في العمر لأنه لم يتم الاهتمام بهم ولا بتنمية هذه المهارات ولم يتم دعمها.. لنتذكر كآباء وأمهات أن من أهم علامات الابتكار لدى الطفل، الشغف والحركة واللعب، وحب الاستطلاع والقراءة والرسم والتخيل، لذا لا تحد من هذه الممارسات والسلوكيات في طفلك بل شجعها وادعمها، لنمنح أطفالنا مساحة من العفوية وعدم الخوف أو التردد، لتنمو عقولهم بشكل طبيعي وعفوي نحو الذكاء والابتكار، نحو التميز والمعرفة.