السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

واقع السعادة الوظيفية

العمل جزء من حياتنا، بل هو غاية وهدف، ويفترض أنه ليس من أجل المردود المالي الذي تحصل عليه، وبواسطته نسير في هذه الحياة ونسدد الالتزامات المعيشية، بل لأن العمل يعطي الإنسان شعوراً بالإنجاز والأهمية والتواجد في المجتمع، ومتى ما فقد هذا الجانب من العمل، بات روتيني الهدف هو الجانب المادي وحسب، وهنا يحدث عدم التطوير بل مقاومة التغييرات الإيجابية ورفضها. أعتقد أن العامل الذي يصل إلى مرحلة الكسل والخمول، لم يصلها إلا مروراً بعدة مطبات قادته إلى هذه الحالة، منها عدم التشجيع، عدم الإعلاء من مكانته، عدم تحفيزه ومنحه الصلاحيات ليبدع ويبتكر، ومع تراكم المحبطات والرفض وحصره في مهمة محددة، بات يؤديها باعتياد ثم بإهمال. في منظومة أي عمل إن توفرت الحوافز والأمان والتشجيع وأيضاً الترفيه، ستكون بيئة منتجة مبتكرة نشطة، وهذه الحقيقة ليست تنظيراً ولا علماً تجريبياً، بل هي واقع تم إثباته مراراً وتكراراً من خلال بيئات عمل اختارت هذا النهج في التعامل مع فرقها الوظيفية، فسنت القوانين التي تشجع الموظفين على التحرك والتميز ومنحهم الحوافز والثقة. في هذا العصر باتت مثل هذه القيم الوظيفية هامة في بيئة العمل، عمليات إسعاد الموظفين ليست إدارات تعد مسابقات وخصومات ونحوها من برامج الترفيه، بل هي حالة شاملة في بيئة العمل، تتناول مفاصل العمل وطريقته وآليته، بمعنى كل إدارة تتنفس وفق آلية تبعث على السعادة بعيداً عن التوترات والضغوط، وفق الثقة بهذا الموظف وقدراته؛ لأن الموظف الذي يعمل من أجل الراتب، لا ينتج، سيحضر ويغادر في الأوقات المحددة، لكن ما يقدمه سيكون جامداً لا يتنفس، لن تجد مبادرات ولا أفكاراً ولا حماساً.. أتمنى أن نتجاوز المسميات والشعارات في إسعاد الموظفين، لتصبح واقعاً عملياً في بيئات الوظيفة.