الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نريد الحوار نهج حياة

من القضايا المجتمعية التي تتّضح أهميتها يوماً وراء الآخر، الحوار وتنميته في مختلف مفاصل المجتمع، لأن الحوار هو الجسر الذي يمكن من خلاله بناء الثقة وتجاوز العقبات والصعوبات وسوء الفهم، بالحوار يتم تجنب الكثير من المشاكل والكثير من البغضاء، وأيضاً النظرة للآخر بريبة وحذر وخوف. وكلما نشأ مفهوم الحوار وانتشر في مجتمع ما كان هذا المجتمع أكثر قوة وثقة. الأفراد الذين يختارون الحوار نهجاً للتفاهم وحل الخلافات وتبادل الرأي يكسبون ويسعدون، وأيضاً يملكون الثقة، فضلاً عن هذا تقع بين أيديهم الكثير من المعلومات الهامة التي لا يمكن أن تصلهم لو أنهم اكتفوا بما لديهم، لأن الحوار يفتح نوافذ لا حدود لها من المعارف والمعلومات، فمفهومه يقوم على تبادل الرأي ووجهات النظر، وعندما يصلك رأي أحدهم فهو يصلك محملاً بكل الحيثيات وجميع البراهين التي تحاول أن تقنعك، وهنا تكتسب الكثير من المعلومات الموثّقة التي ستفيد في أي مرحلة من مراحل الحياة القادمة. تظهر أهمية الحوار بشكل أكبر عند الأطفال، فعندما تغذي الطفل منذ نعومة أظفاره على قيم الحوار ومبادئه وفوائده، ويتم تعويده عليها وتربيته وتعليمه وفق نهجه، فإنه سينشأ جيل متفاهم منسجم يختار دوماً السؤال والفهم على الغضب والاندفاع والعنف. ومع مثل هذه الحيوية والأهمية للحوار، إلا أنك لا تكاد تجد له أثراً، لا في مناهج ولا في طرق تدريس، على حد علمي، فضلاً عن هذا فإن البعض من الأسر قد تفتقد مقومات ومبادئ الحوار، فمن الطبيعي أن ينشأ الطفل بعيداً عنه وفي معزل عن فوائده. كم أتمنى أن تكون هناك مبادرة وطنية تستهدف الأطفال و اليافعين والمراهقين ونحوهم، ببرامج تدريبية معرفية وتثقيفية تنمّي لديهم مفاهيم الحوار وفوائده، لأن الاهتمام بمثل هذه الجوانب يعني نمو مجتمع تسوده لغة التفاهم ونبذ التعصب، مجتمع أكثر تماسكاً، مؤمن بتعدد الآراء مدرك أن الاختلاف نعمة وليس نقمة.