السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الإمارات.. وطن السلام

ما من حل يفضي إلى تحقيق «سلام» مع إسرائيل إلا وأصبح يُتهم من يسعى إليه خائناً في عُرف جماعات ومنظمات عربية، بينما تغرق معظم الأوطان العربية في صراعات ونزاعات من تدبير بعض من أبناء الأمة العربية، ولعل ما يسمى «الربيع العربي» الذي دمّر دولاً وجعلها متخلفة سياسياً وتنموياً واقتصادياً، ليس إلا نموذجاً ساطعاً لذلك.

إن توقيع دولة الإمارات على معاهدة السلام مع إسرائيل التي جرت مراسمها الثلاثاء الماضي، 15 سبتمبر الجاري، في البيت الأبيض بالولايات المتحدة، يمثل قناعة راسخة من جانب دولة الإمارات بأن أسلوب معاداة الكيان الإسرائيلي وقطع العلاقات لا يعد الأسلوب الأمثل في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، بل إن عقد اتفاقيات التعاون الاقتصادية والسياسية والطبية وغيرها من المجالات يعد الحل الأمثل لتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحلول المنطقية لأبرز القضايا العربية والتي تعد القضية الفلسطينية إحداها.

وبصراحة شديدة، فإن الأمة العربية رسخت في أجيالها وفلذات أكبادها منذ القدم عبر المناهج الدراسية ووسائل الإعلام أن قضية الصراع العربي - الإسرائيلي تعد خلافاً مزمناً لا يُحل إلا باستمرار المقاومة وتدبير العمليات الاستشهادية واتباع أسلوب المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، ومع مرور السنين وتعاقب الأجيال صرنا متيقنين من خطأ تلك القناعات وأنه لا بديل عن إيجاد بدائل تضمن الوصول إلى حلول وسطية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

الإمارات في عام الاستعداد للخمسين تنظر للمستقبل بمنظار التفاؤل، وتطمح أن تؤسس لنفسها علاقات دولية تسهم في تقديم ابتكارات وإسهامات للعالم أجمع عبر مزيد من التعاون والاتفاقيات المشتركة مع الدول، ومن الأجدى مسالمة الشعوب بدلاً من استمرار معاداتها.