السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إماراتنا العربية

أمر استثنائي أن نطير من الرياض عاصمة القلب إلى دبي دار الحي، في ظروف كورونا المشددة التي تسببت في قطيعة جوية وبرية وبحرية بين الدول والبشر، لذلك كان بنا شوق إلى الإمارات الحبيبة، والأماكن التي لم نعتد الانقطاع عنها، والتي تركنا بعضنا فيها.

دلفت السيارة بنا إلى قلب دبي.. هناك استقبلتنا الأبراج الراسية كناطحات السحاب، الأنوار التي تضيء المدينة، السيارات التي تسير بنظام وتتقيد بالأنظمة، اللوحات الإعلانية المضيئة كشموس ليلية، المحال التي تحدت كورونا وعادت لتفتح أبوابها وتستقبل زوارها، المطاعم الآسيوية والعربية والأوروبية بجميع مطابخها.

دبي التي لا تعرف الكسل ولا الاستسلام، أعادتني لما قاله عنها قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن أهم الإنجازات التي حققناها في دولة الإمارات العربية هي الإنسان»، وما رأيته أثبت أن الإنسان يقهر الصعاب وبه تستمر الحياة وله تخضع.

إمارة دبي التي تحولت من قرية صغيرة لصيد الأسماك إلى مدينة عالمية مترامية الأطراف، هي نموذج عالمي يتباهى به العالم، وأنا اليوم زائرة لها أتهجى أدق تفاصيلها.

من دبي إلى أبوظبي تلوح لي الشوارع المسورة بالشجر، والمنسابة بفن تعانق البحر وتحول الصحراء إلى مدن خضراء تنبض بالحياة؛ حيث تختصر عشرات الكيلومترات وتبهر القادم منها وإليها بكل مظاهر التطور التي تحتاج قروناً ولم تستغرق إلا سنوات معدودة لتكون.

تجمع كل تلك الجنسيات والديانات والأطياف تحت سماء لا تفرق بين عربي وأعجمي، ولا أبيض وملون، حيث يفاخر الإماراتيون الناس والعالم ليس بارتفاع مبانيهم، ولا اتساع شوارعهم، أو ضخامة أسواقهم، بل بانفتاح أمتهم وتسامحهم.

الإمارات، التي لم ينصفها المستشرقون بما تستحقه، هي دولة تستحق اليوم أن يكتب تاريخها بماء الذهب، فحاضرها هو امتداد لماضيها، وأبناؤها اليوم هم من نسل قادة أشداء بدؤوا ما وصل إليه أبناؤهم اليوم.

أبوظبي التي تصنع مجد السلام الذي تنشده المنطقة تتلألأ على حناجر الشعراء كقصيدة استثنائية، كتب «محمد بن علي السنوسي» فيها:

رفقاً بقلبك من ظباء أبوظبي * فالسحر في تلك المحاجر مختبي

أسرفت في عجبي فحين رأيتها * ملأ الهوى قلبي وزاد تعجبي

هذه أبو ظبي وتلك دبي، حيث تكشف الإمارات أن النجاح ليس حظاً وإنما هو تصميم وإرادة.. إنها الإمارات النموذج الحقيقي للوحدة العربية، التي ما انفصمت عراها.