الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صحافة الحوادث! وجودة المشاعر اليومية

إن صحافة الحوادث من أشهر وأقدم أنواع الصحافة بسبب ارتباطها بمصادر لدى الصحفيين الأوائل والتي تكون متاحة لإدارات الشرطة، المجالس والمحاكم، فلقد كانت دول أوروبا أول من استخدمت هذا اللون من الصحافة الذي يُعتبر صحافة متخصّصة لها أصولها وقواعدها وأهدافها أيضاً.

التشويق من أبرز مواصفات هذا النوع من الصحافة والتشويق عامل يسعى له المشتغلون بالصحافة بشكل عام وجميعهم يدركون أنه سلاحٌ ذو حدّين يجب إجادة استخدامه، فالتشويق من أجل التشويق مرفوضٌ تماماً وضار بكافة الأطراف ومخالفٌ للأعراف والأسس الصحافية.

إن صحافة الحوادث كصحافة متخصّصة لها راغبوها والمهتمون بها، لذا يمكنهم متابعتها بالطرق التي تروق لهم، أما الباقون فهم غير مضطرين للاصطدام بها في كل مكان! فرياضة كرة القدم لها ملايين العشاق الذين يتابعون على صغيرة وكبيرة فيها! لكن هناك نسبة لا بأس بها غير مهتمة بها! لذا من العدل ألا يتم إغراقهم بأخبارها ومستجداتها!

العديد من المواقع والمؤسسات المحلية ومنها العريقة للأسف الشديد، تجاهلت المهنية في ذلك وباتت تطبيقاتها الذكية منصة غارقة في أخبار الحوادث الهامة وغير الهامة أيضاً.. فقط تشويق العناوين يجعلهم يكررونها يومياً وكأنهم متخصصون في صحافة الحوادث لا غير ! غير آبهين ولا مهتمين بأضرار تكرار ذلك على جودة مشاعر المتلقين وخاصة الأطفال! هناك تأثيرات نفسية بشعة ومدمِّرة على من يستقبل كل يوم أكثر من 20 خبراً مكتوباً بلغة صادمة تحوي ألفاظاً غاية في العنف والقسوة والدموية! والمصيبة أن أغلبها من قاراتٍ بعيدة ولا توجد أي فائدة من معرفة أخبار مصائبهم! بعكس النشرات التوعوية المدروسة المقدّمة من وزارة الداخلية على سبيل المثال والتي توازي بين الوعي والتثقيف دون قسوةٍ مفرطة في الكلمة أو الصورة أو الفيديو.

أقترح وجود ضوابط في الكم والنوع لهذا النوع من الانهمارات الخبرية البشعة على الأجهزة الذكية، والمختصون يدركون تماماً خطورة ما أقول.. والله من وراء القصد.