الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نعم للنصيحة لا للتدخل

بعض الآباء والأمهات، يحسبون أنهم مسؤولون عن أبنائهم طوال أعمارهم، وبالتالي يتدخلون حتى في اختيارات الابن، ويحددون له مستقبله وما يريد وما لا يريد، مثل هذه الحالة تشاهدها بشكل واضح عندما يكون الابن على مفترق الطرق، ويريد اختيار تخصصه الجامعي، فترى الأم والأب لا يوجهون النصيحة وحسب، وإنما يدفعون نحو مجال محدد، وعندما يرضخ الابن للرغبة الأبوية فإنه بعد عام أو عامين يخفق ويعود لدراسة التخصص الذي يجد نفسه فيه. الحال نفسه في مواضيع مصيرية أخرى تتعلق بالزواج وبناء الأسرة، حيث تجد أن جميع أفراد الأسرة يقدمون النصح والترشيحات المتوالية، ولا أحد منهم سأل الابن إن كان قد اختار زوجة المستقبل، بل إنه في حال أبدى رغبته في أن يتولى هو اختيار زوجته، لا تتوقف الترشيحات والترغيب والترهيب، وأيضاً الضرب على وتر الخبرة الحياتية، وهذه مناسبة وتلك لا. في نهاية المطاف يتزوج بالفتاة التي تم اختيارها من الأم والأخوات، وينتهي هذا الزواج بعد بضعة أشهر أو عام، وقد يستمر دون انسجام أو تفاهم بين الزوجين. فهل كان الأب والأم يريدان أن يخفق ابنهما في مسيرته التعليمية؟ أم هل كانوا يريدون أن يفشل مشروعه للزواج؟ بطبيعة الحال الإجابة لا، بل إنهما يتمنيان السعادة والنجاح لابنهما، وما تدخلاتهما إلا محاولة لتحقيق هذه السعادة والنجاح المنشود، لكنهما لحرصهم سببا الأذى والحزن وأيضاً الخسارة لابنهم. على كل أم وأب، أن يدركا أنه في مرحلة ما من عمر ابنهم، يجب أن يتولى مسؤولية اتخاذ قراراته بنفسه، وعلى هذه القاعدة يجب أن تتم تربيته وتعليمه وزيادة معارفه الحياتية، يجب أن نعلّم ونربي أطفالنا على الاعتماد على أنفسهم وكيفية اتخاذ القرار في المجالات المصيرية، ولا بأس من النصيحة والإرشاد، ولكن في نهاية المطاف القرار الأخير للابنة أو للابن.