الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ليست دليل ضعف ولكن!

الحساسية المفرطة التي تنشأ وتنمو في عقل وقلب الكثير من أطفالنا تعد مشكلة تعترض طريقهم خلال مسيرتهم نحو المستقبل، وسيكون لها تأثير بالغ على حضورهم الاجتماعي، بل إنها تعوق التواصل والاندماج وقد تسبب فقدانهم للكثير من الفرص الثمينة. يطلق عليها الحساسية النفسية، ويرى البعض من العلماء أنه من الطبيعي أن تتلبس ببعض الناس كون الإنسان كائناً ذا مشاعر، بل تواجدها قد يكون صحياً، لكن الإفراط والتمادي هو الذي يعد مشكلة نفسية، ولعل أول تواجد لها هي في مرحلة الطفولة. لذا يجب فهم هذا العارض النفسي ومعرفة كيف التعامل معه وعلاجه؛ ولعل أهم جزئية في هذا الجانب فهم أن الحساسية النفسية المفرطة، عبارة عن مشاعر عاطفية، وهي ليست أمراً سلبياً أو تحمل دلالة على الضعف الشخصية أو عدم القدرة على التصرف أو عدم الذكاء، لكنها قد تسبب البعض من الصعوبات الحياتية اليومية، فالإنسان الذي لديه حساسية مفرطة سيواجه حتماً صعوبات في المواقف الاجتماعية، وبسببها يشعر بالاستياء وتكون المشاعر الحزينة والكئيبة جزءاً من تفكيره اليومي لذا تكون قراراته متأثرة بهذه المشاعر. من علامات الحساسية النفسية، القلق، ولكن القلق هنا سلبي لأنه يتمحور حول الآخرين، فضلاً عن هذا يتمحور التفكير على الجانب الشخصي، أيضاً صعوبة نسيان المواقف التي حدث فيها تصادم عام أو اختلاف طبيعي كما يحدث بيننا في معظم المواقف الحياتية. الذي لديه حساسية نفسية تجده يغطي حزنه أو يظهر بمظهر مختلف عما هو عليه فعلاً، فهو لا يريد أن يظهر وكأنه ضعيف وهنا نفهم سبب رفضه للنقد المفيد الثري، وهناك الكثير من المؤشرات التي تبين وجود الحساسية النفسية، وأهمية علاجها، وقبل هذا أهمية معرفة إذا كنت تعاني منها، وكيف تتخلص من هذه المشاعر الجامدة التي تعطي صورة خاطئة عن الحياة. أعود للطفولة وأقول إن ملاحظة الأم والأب، هذا العارض النفسي على طفلهم مبكراً، ستساعدهم على علاجه في وقت مبكر، وهو أفضل من تركها تنمو وتكبر في عقل وقلب طفلهم.