الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حتى صمتك هنا تجاهل

كثيرة هي المهام والأعمال التي تحاصرنا، حتى باتت وكأنها جزء من مسيرتنا اليومية أو من الفعالية اليومية، ومع هذا السعي وبذل الجهد الذي لا يكاد يتوقف، لا نرى نتائج إيجابية، تشجعنا على المزيد من الجهد والتعب، لا نرى مردوداً جميلاً يدفع بنا نحو الأمام، يوضح أن هذا العمل محل تقدير وثناء وأن له فائدة ومردوداً، ويخيل لك في البعض من الأوقات أن ما تقدمه سواء أكان سلبياً أو إيجابياً، فإن النتيجة واحدة والمردود النهائي هو عدم الاهتمام بما تعمل وما تقدمه. هذه الحالة لا تأتي بصراحة ومباشرة ووضوح، تصل الرسائل السلبية من عدم المبالاة ومن عدم الاهتمام وغياب التشجيع والتحفيز، وهذه الرسائل أكثر عمقاً ومصداقية، بل وقعها أكثر فداحة، لأنها ردة فعل عملية على ما تنجزه، فلو جاء أحدهم وانتقد نتائج عمل قدمته، قد يحمل هذا النقد البعض من النصح والتوجيه والإرشاد لتلافي الأخطاء، لكن التجاهل وعدم الاهتمام وكأنه غير موجود، بل كأن ما تتقاضاه من أجر عبارة عن قرض حسن ولا أكثر. حالة التجاهل ليست حكراً وحصراً في بيئات العمل والوظيفة، بل قد تكون حتى داخل أسرنا، تجاهل ما تقدمه الزوجة من جهد وعمل داخل منزلها أو تجاهل ما يبذله الزوج من جهود مضنية لاستقرار أسرته، أو تجاهل ما يفعله صديقك من أجلك ولمصلحتك أو تجاهل الثناء على مبادرة جميلة من جارك، هذا التجاهل قد يقع بتعمد وقصد وفي أحيان دون أن نعلم، نتيجة للغفلة أو النسيان أو التعود على مثل هذه الخدمات. لنزجي الشكر ونعبر عن الامتنان، لنثني على كل من يعمل ويحاول الإنتاج، لنشجع بكلمة ترفع المعنويات وتجعل النفس تسعد وتفرح، لنتخلص من الجمود والقسوة في المشاعر. عندما يقدم أحدهم عملاً ما تجاهك، فإن صمتك تجاهل غير مبرر.