السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

على الحب وليس القلق

لم تعد توقعات أو نظريات، بل هي حقائق علمية مثبتة فضلاً عن حقائق تم تجربتها مراراً وتكراراً، تلك التي تتحدث عن الشخصية السوية، وكيفية بنائها وصقلها، حيث يؤكد أنها تبدأ في وقت مبكر من عمر الإنسان، منذ الطفولة. أقول إن تراكم الخبرات في هذا المجال، فضلاً عن النتائج العلمية التي تثبت، توضح أن ما يتعرض له الطفل في السنوات الأولى من عمره - سواء كان سلبياً أو إيجابياً - سيكون لها انعكاس كبير على مختلف مراحل عمره. من الجوانب التي تشملها هذه المؤثرات النمو الذهني ومستوى الذكاء، لذا تعتبر السنوات الخمس الأولى أعواماً ذهبية، دون إغفال لأهمية كل مرحلة عمرية يمر بها الطفل؛ ومن نافلة القول أنه عندما يتم الاهتمام بالطفل من مختلف الجوانب: الغذاء، الرعاية الصحية، النفسية، فضلاً عن التربية القويمة المبنية على الاحترام، ومنح الطفل مساحة للتعبير عن آرائه، وأن يسأل بعفوية، وتشجيعه على التفكير والاستنتاج، هذه جميعها في نهاية المطاف ستقود نحو طفل ذكي واثق من نفسه، يتوجه نحو المستقبل بحيوية وتفاؤل. مثل هذه الكلمات باتت مسلماً بها، والمعرفة بها عامة وشاملة، ويبقى الدور الهام والرئيسي مناطاً بكل أم وأب، في التعامل مع طفلهما بمسؤولية وتربيته بشكل إيجابي، بالتفاهم والوضوح والهدوء، بعيداً عن العقاب البدني أو التهديد والوعيد، لأن العقاب والتهديد يبعثان على الخوف ويحطمان الروح المعنوية لدى الطفل ويولدان مخاوف قد تكبر معه؛ لنعطي هذا الطفل مساحته الكافية للعب والركض والتفكير، ليضع هو القوانين والمبادئ، ليتعرف على الصحيح والخطأ. يمكن تغذية الطفل بكل القيم والخصال الحميدة بالكلمة الطيبة والابتسامة ومشاركته اللعب، ليكن خيارنا مع فلذات أكبادنا التربية القويمة المبنية على العطف والحب، لا على الخوف والقلق.