الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عيون تبحث عن الابتكار

بات من نافلة القول إن التطور والتقدم في أي مجتمع مترابط بشكل وثيق بحركة مرنة ونامية ومتفاعلة من الابتكار، وعندما يربط الابتكار بالتطور والتقدم الحضاري، فهذا شيء طبيعي، لأن من أهم خصائص الفعل الابتكاري التطوير على ما هو موجود فعلاً، بمعنى أن العملية الابتكارية نفسها تستمر ودائمة لأن عملها لا يتوقف فهي تطور وتضخ الدماء الجديدة في كل مفصل من مفاصل المجتمع، والإنسان منذ القدم مارس الابتكار، حتى قبل فهمه أو معرفة المعنى والمدلول لهذه الكلمة. كأن عملية التطوير والاستمرار في إضافة الجديد للقوالب والمهام والأعمال جزء من التفكير البشري الذي لم يتوقف عند نقطة واحدة أو عند حد ما؛ فكلما وضعت البشرية اليد على مخترع جديد أو على كشف حديث، جاءت الأجيال التالية بشغف وحماس وأدخلت تطويرات وتحديثات جديدة على هذه المخترعات والكشوف. يمكن ملاحظة الكثير من القصص والأحداث ورصدها بمراجعة التاريخ وسير الأمم والحضارات، حيث ستجد أن خاصية الابتكار كانت متواجدة بشكل واضح، والاستفادة من كل مخترع أو كشف ماثلة ومستمرة، بل إن التوقف عند مرحلة ما أو الاقتناع باختراع أو باكتشاف ما، لم تكن واردة أو ممكنه، وكأن التحديث المستمر آلية طبيعية من ضمن سياق النمو البشري. بل إن العكس وأقصد عدم إدخال التطوير والتحديث هو الشاذ والغريب وغير الطبيعي. الابتكار كان وما زال من الحياة البشرية، جزء من طبيعة الإنسان نفسه، لذا مشاعره وفهمه للعمل تنصب دائماً على تطويره وتنميته ليكتسب الأهمية البالغة والحيوية. من هذا المنطلق من البديهي والطبيعي أن يكون لدى كل مجتمع ينشد التميز والرقي الحضاري منهجية وخطط ليكون الابتكار جزءاً من منظومته المعرفية والعلمية، وهذا يتطلب برامج ومبادرات ومناهج تعليمية أساسها تنمية الحس الابتكاري والتشجيع على النظر للقوالب والمخترعات بعيون مبتكرة وعقول متحفزة للمستقبل.